اعتقال الرأي العام !!

mainThumb

31-12-2014 10:03 PM

قبل أن نستهل هذه المقال أود الاشارة إلى بعض النقاط التي قد تخدم الرأي العام في تعليل وتحليل أسباب التعتيم الحاصل في قضية أسر الطيار معاذ الكساسبة حفظه الله إن تناقل الاشاعات وتداول العناوين التي تجذب القارىء لتحصل على عدد مشاهدات أكبر قد تكون لا سمح الله سبباً في استفزاز الجهة الخاطفة وأيضاً قد تحول بين الأطراف المعنية في حل معضلة الخطف في أثناء مفاوضاتهم نظراً لإمكانية تصديق أحد الجهات لما يتم تداوله وهذا يؤثر سلباً على عملية التبادل وعلى أهل الأسير وعلى الرأي العام وأيضاً قد يدفع الكاتب الصحفي بأن يكتب بعاطفة وانفعال تؤدي به إلى العقوبة .ومنه ما يودي إلى اعتقال الرأي العام .

وأن يُعتقل الرأي العام في هذه الأوضاع الصعبة والمؤلمة التي تعصف في بلادنا يدل على مدى العقبات والحرج الذي طال الأردن بعد حادثة أسر الطيار معاذ حفظه الله وخصوصاً بعد الأحداث التي تسارعت ووصلت إلى نشر مقابلة للأسير معاذ الكساسبة من قبل تنظيم الدولة الاسلامي، هذه التبعات كانت متوقعة ولا تحتاج إلى تعتيم فهي كزبد البحر تفترش الوكالات العربية والمحلية والعناوين المتلفزة.

نقدر حجم التوتر الذي يعبر بالجميع، وجميع الأطراف وإن اختلفت الصياغة وتكدست التفاصيل وتناكفت الاقلام بين لائمٍ ومُتقبل جميعها تتحدث عن جندي  وروح مسلمة موحدة لا تشركُ بالله أحداً.

 ولا يطمعون إلا بتحجيم الخسائر بل وإن أمكن اقصاءها تماماً .

هذه الضربة التي وقعت على جسد الأردن كان توقيتها سيئاً نظراً لأنه منذ بداية انضمامه لم ينال الرضى الشعبي أو حتى البرلماني الكامل على الانخراط في هذه الحرب ، وانسحابه الآن إن وصل إلى هذه المرحلة من القرار  يعني تنازلات وبقاءه يعني غضباً شعبياً .

وها نحن متسمرون أمام نهاية أزمة احتجاز الطيار الكساسبة سلمه الله  .

وهذا يعني بأن حربنا أصبحت حرب وقتٍ واستنزاف للأعصاب الذي جعل من الحكومة تتبع سياسة " لا تتدخل وإلا ؟!!" لكل من يملك وجهة نظر يريد أن يشاركها مع غيره علماً بأن كل ما يُقال ويُكتب لا ينفع ولا يضر أحد، لأنه ببساطة لا يحل معضلةً بهذا الحجم المأساوي .

فلماذا التعتيم والتكتيم ونحن جميعنا نقف على ذات الصفيح المُلتهب الذي سيخط عناويناً جديدة  كنا وما زلنا بغنى عنها وعن سمومها وفوضاها .

من حق أقرباء الأسير  أن يشككوا بكل شيء ويلقون اللوم على الجميع ، ومن حق المواطن أن يرفض اشراكه وابن بلده في هذه الحرب ومن حق الصحافة أن تتداول العناوين ومن حقكم أن تحافظوا على أمن البلاد ولكن الموقف لا يحتمل مزيداً من الضغوطات الافتراضية والتي تنتهي بمجرد قراءتها ، التروي سيد الحكمة هنا ورش الملح على الجرح يستدعي الصراخ ، وأنتم تفاوضون ونحن لا نملك الا أن ننتظر ، رويداً رويداً على حناجرنا فنحن نتضرع إلى الله بها أن تسلم بلادنا من الفتن وأن يسلم أبنائنا من تبعاتها وأن لا ندخل التاريخ منهزمين مُكبلين بحربٍ لم تكن لنا يوماً ....

والله المُستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد