دع إنجازاتك تفتخر بك

mainThumb

06-01-2015 08:55 PM

باختصار وبشكل مباشر ودون مواربة , أقول أن أسوأ مشهد أمقته هو رؤية رجل متنفذ يجلس وحوله قوم من البسطاء يهزون رؤوسهم ليشعروه بالموافقه ,ويبتسمون ابتسامات صفراء وكأنهم مجبرون عليها ليشعروه أن ما يسمعونه منه صحيح, وهو يكيل المديح لنفسة ويعتد بها وبحسبه ونسبه وكأن معدنه يختلف عن معدن من حوله من االبشر .


  شرع الله ,والمواثيق الدولية ,والدساتير المحلية للدول تجمع أن الناس سواسية ,وأن لا فرق في الأولى بين البشر الا بالتقوى وبالإثنتين التاليتين لا فرق إلا بالإنجاز والكفاءة ,فاللون والأصل والعدد والكثرة والمال والجاه ليست من مجالات التفاخر .


قد يغفر الإفتخار بالنفس عندما ينجز أحدنا إنجازا مهما لم يسبقه عليه أحد يستفيد منه هو ومن يحيط به من الناس ,من باب التشجيع والتحفيز على المحاكاة .أما أن يصبح الإفتخار بالنفس أو بالعشيرة أو القبيلة أو بالحسب والنسب ظاهرة مرضية مجتمعية فهذا غير مقبول . فكل الناس أبناء تسعة أشهر وليس منهم من هو طاريء بلا حسب وبلا نسب .


والأدهى من ذلك والأمر أننا أصبحنا نسمع وأحيانا نقرأ عبارة (أنا فلان وافتخر ).حتى بات الأمر ظاهرة مقيتة لا بد من الإشارة إليها. فالأولى بمن يرى في نفسه التميز عن الآخرين أن تفتخر إنجازاته به, فالحكيم من يدع إنجازاته تتحدث عن
نفسه,وليعلم أن الإنجاز أكثر حصافه وأكثر فصاحة من ألسنتنا.


  ما أجمل أن يكون أحدنا متسلحا بالعلم والمعرفة ,مدركا واع لما يريد , يفتخر  بوطنه وبأمته شريطة أن يكون معطاء منسجما منتميا, وأن يكون قدم لهذا الوطن ولهذه الأمة أقصى ما يستطيع .  
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد