كلمة حق

mainThumb

08-01-2015 03:32 PM

في الملمات تصبح الرؤيا أكثر وضوحا , وتتضح المعالم اكثر, وتنقشع الضبابية عن دواخل الرجال وتنكشف معادنهم .فالصعاب فرص لمعرفة المحيط. فالجار, وشباب الحي , والصديق, والموظف في عمله تنقشع  الغمامات عنهم حين الملمات, ففي الملمات يتم الكشف عن همم الرجال .

         سقت هذا الكلام لأزف البشرى لكل الناس, أن مجتمعنا ما زال بخير
وأن أمتنا ما زالت بخير ,وأن الشباب عماد المجتمع لديهم من الهمة والنخوة الكثير الكثير .وأن رجالنا كل في موقعة هم قلاع تصد الأذى عن البسطاء من الناس .

         فرق الإنقاذ والمساعدة التطوعية التي تم تشكيلها في بعض الأحياء  وبدون تدخل رسمي, وبمبادرات محلية شبابية,في كثير من المناطق لتكون رديفا لرجال الدفاع المدني وفرق الإسعاف, كانت وستبقى مثالا يحتذى في التعاون والتكاتف ’في مثل هذه الظروف غير العادية .

        هذه الفرق شكلت راحة نفسية ومعنوية لكل المواطنين في مختلف تجمعاتهم , يشعر الناس بالراحة وتسوده المحبة وتنبعث فيه الهمم عندما يشعر الناس أن هناك من يعرض عليهم المساعدة سواء بشكل فردي أو جماعي ,فهناك من الأسر من هم بأمس الحاجة لمثل هؤلاء الأشاوس بسبب عدم وجود أبنائهم بجوارهم بسبب السفر أو لأي سبب كان ,مثل هؤلاء تطمئن نفوسهم ويناموا وهم مطمئنين لأنهم يدكون أن حولهم شباب على أهبة الأستعداد لمساعدتهم حينما يقتضى الأمر ذلك.

       ما أود أن أشير إليه أيضا تلك الصور التي رأيناها لغرف العمليات, ورجال الدفاع المدني ,وفرق الإسعاف وهم يقومون بواجبهم بكل همة ونشاط وبدون تقاعص, في ظروف جوية أقل ما يقال عنها أنها صعبة ,هذه مواقف الرجال ,يجوبون الشوارع ,وينطلقون الى مختلف المناطق ليقدموا المساعدة لأناس لا تربطهم بهم إلا المواطنة الحقة التي تربوا عليها .

         وفي الصعاب أيضا يظهر دور الإعلام المنتمي , الذي برز وهو يكرس كل جهده للتواصل مع المواطنين والمسؤولين , ويكشف عن مواطن الخلل , ويبرز حاجة المواطنين للمساعدة في مختلف المناطق .وهذا ما تم فعلا , إعلاميون يكرسون كل جهدهم لخدمة المواطنين أينما  كانوا , وحيثما وجدوا .

          هذه السلوكيات , سلوكيات الرجال المنتمين لوطنهم وأمتهم تكشف بوضوح, روح المواطنة الحقيقية التي تميز رجال هذا الوطن,إذ تندحر الخلافات في الرأي إن وجدت وينخرط الكل بمساعدة الكل ,يجمعهم حب الوطن .

         لا ندعي أننا نعيش زمن المدينة الفاضلة ,ولا نقول أن مجتمعنا خال من الشوائب وأن نسبة النقاء في حدها الأعلى ,فضعاف النفوس موجودون ,والإنتهازيوون مستعدون لاستغلال الظروف واتسلق على حبال الحاجة ,أولئك تجب محاسبتهم ويجب عقابهم وعقاب كل من تسول له نفسه استغلال حاجات الناس .   



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد