يوم المرأة العالمي

mainThumb

08-03-2015 09:14 AM

في الثامن من آذار من كل عام يصادف اليوم العالمي للمرأة والذي يدعونا كثيرا لمراجعة سياساتنا ومواقفنا تجاه المرأة التي تعتبر قضيتها سياسية بالدرجة الأولى ، وتثبت الأحداث أن كل من أراد التدخل في شؤوننا الداخلية تكون قضية المرأة من القضايا الرئيسية المطروحة لجانب قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحديدا الأقليات وعلى رأس أسباب الانتقادات التي تصل وقاحتها للتدخل الخارجي.

 وقضية المرأة حيث نحتفل اليوم مع العالم بيومها العالمي ليست جديدة ولا هامشية ولكنها قضية تقدم وتخلف مجتمعنا ، وبكل صراحة لا زالت قضية المرأة وحقوقها دون المستوى المطلوب ، وعندما أرادت الحكومات المتعاقبة على الدوار الرابع عمل ديكورات للعالم الخارجي تلاعبت في القوانين الانتخابية وتحديدا النيابية ووضعت نظام الكوتا الذي مع تقديري لواحدة أو اثنتين مما وصلن لمجلس النواب من النساء إلا أنه لم يفرز المرأة على المستوى التشريعي والسياسي المطلوب حيث لم تصل نماذج تحترم في أدائها وشخصيتها مثل توجان فيصل حيث نذكر بعض من يغار حتى من اسمها الكريم بمؤتمر القدس الذي شاركت فيه السيدة توجان فيصل وبعد أدائها الرائع المتميز الذي جعل أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية بذلك المؤتمر يقول (كان علينا أن نسمي هذا المؤتمر بمؤتمر توجان) في الوقت الذي لم يقدم الوفد النيابي المشارك بذلك المؤتمر أي شيء يذكر لمؤتمر بحجم قضية القدس ولم يقدم حتى للوطن أي شيء  رغم أن بعضهم وبقوانين الانتخابات المفصلة أصبحوا وكأنهم نواب بالتعيين وليس بالانتخاب الذي يتطلب دائما التجديد .

ولا زالت قضية المرأة في وطننا بكل إنسانيتها تستخدم للأسف لإرضاء الخارج وليس لمصلحة الوطن والمواطن وهذه أكبر إساءة للمرأة وقضيتها العادلة التي هي سياسية بامتياز ونقول عنها في كل وسائل إعلامنا أنها نصف المجتمع ألام والزوجة والأخت والزميلة بالعمل وباقي في لوحنا المحفوظ من أوصاف.

كما أن قضية المرأة في عالمنا العربي ليس صراع بين الرجل والمرأة كما تحاول بعض المتاجرات بحقوق المرأة من الدكاكين التي أقامتها المخابرات الأمريكية وذراعها في العالم المساعدات لاختراق المجتمعات البشرية ، تلك الدكاكين التي لم نسمع لها صوتا في جرائم أمريكا والكيان الصهيوني في فلسطين والعراق وليبيا وسوريا ، ترى هل طرحت منظمة من تلك الدكاكين ما حدث للعالمتين العراقيتين هدى عماش ورحاب من اعتقال وتنكيل من عملاء أمريكا بعد احتلال العراق حيث لا تزال العالمتين في السجون والمعتقلات لصنائع أمريكا وهل أثارت تلك الدكاكين أو تحدثت عن واقع المرأة في ليبيا بعد الاحتلال وجرائم الإرهاب في سوريا ، هل تحدثت واحدة من ديكورات الحكومة في مجلس النواب عن ذلك .

وما أقوله أن قضية المرأة قضية وطنية وقومية وإنسانية وأن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تكاملية وليست ندية ويجب اخذ قضية المرأة بكل جدية وأن لا تترك قضية بهذا الحجم للمتاجرة .

لذلك علينا تشجيع المرأة كما الرجل للانخراط بالعمل العام وإبراز أفضل ما لديهم من قدرات وأن يكون الاختيار للكفاءات وليس للجنس أو الدين .

لذلك قضية المرأة وحقوقها قضية مهمة جدا ولكن حتى الآن يتصدى لها ممثلات للمرأة دون المستوى المطلوب ، ولا أقصد الجميع وأكيد هناك قيادات نسائية محترمة قلبها على الوطن والأمة  ولكن نريد أن يكون هذا اليوم مراجعة لتلك القضية السياسية أكثر من اللازم والإنسانية أكثر من اللازم وأن لا ندع من يتاجر  بتلك القضية التي تعني تقدم مجتمعنا أو تخلفه لا سمح الله بيد تلك الفئة الظالمة لوطنها وأمتها .

لذلك نقولها بملء الفم في كل يوم وليس في يوم المرأة نعم للمساواة بين الرجل والمرأة واختيار الأفضل لمصلحة الوطن والمواطن وحتى لا تبقى هذه القضية للمتاجرة والمزايدة ، تحية للمرأة الأم ، الزوجة ، الأخت ، الزميلة ، ونصف المجتمع ، ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد