ثرثرة مع صديقتي جولي حول سرائر العرب وشفتي الأمير تميم بن حمد

mainThumb

19-03-2015 11:38 AM

بيان الأحمد‎

بدأت أسخر من أشياء كثيرة حولي أمام صديقتي جولي، حملة الجمهوريين ضد الرئيس أوباما، وزيارة نتنياهو للولايات المتحدة، وما يحدث في العواصم العربية، وحينما وصل الحديث إلى قراءة الشفاه، قلت لها هناك شفتان لم نقرأهما في عالمنا العربي من قبل ومن قرأهما لم يفهم الرسالة، لكنني بدأت أرى في ملامح هاتين الشفتين والابتسامة المنبعثة منهما شيئاً مما نفاخر به نحن العرب؛ ذلك هو الوفاء والكرم والإباء يا صديقتي. قالت وبتندر، شفاه من المقصودة في حديثك؟ أجبتها، شفاه الأمير تميم بن حمد.

نحن العرب حينما يحب الرجل منا أو الفتاة شقّه الآخر، نبدأ بالشكل وننتهي إلى المضمون لنشعل بعد ذلك قناديل الأنس أشعاراً وأغاني ورقصات مليئة بالفرح، لكن حينما نحب ونكره في السياسة نبدأ بالمضمون ثم ننتهي بالشكل.

مرت علينا الحادثات في الربيع العربي وهتفنا ضد معظم الأنظمة العربية لأنها كانت ظالمة مضطهدة رغم شكلها المحسن في الإعلام. فقد اعتدنا أن تخرج علينا من خلف الشاشة الرسمية الصغيرة فتاة جميلة لتقص حكايات بطولية وهمية للزعيم الذي تمثله محطتها، فنروح ونجيء في تصنيف هؤلاء الحكام يميناً وشمالاً، لكن يبقى الجرح الذي آلمنا من سيد المذيعة يؤرق فينا مواجعنا فلا نلبث نستعيد كراهيته بمجرد انتهاء الخبر، فينطبق علينا معنى بيت الشعر في تفسير رقصاتنا أمام تلك الشاشة "كالطير يرقص مذبوحاً من الألم".

صديقتي جولي لا تفهم السياسة لكنها مدمنة لنشرة الأخبار، ولو طلب أحدنا منها تسميع ما ذكرته (السي إن إن) في أخبارها لربما ذكرت حتى مقولة الرئيس بوش الأب وكلمته الشهيرة "اقرأوا شفتي". فهي تذكر الكثير، وبحكم غبائها السياسي الذي تعترف به لا تعرف أن قراءة شفتي الرئيس بوش الأب لا تشبه من قريب أو بعيد قراءة شفتي زعيم عربي ابتلع الميكرفون، ولا حتى وزيراً من الوزراء والناطقين باسم الحكومات العربية كوزير خارجية الأردن ناصر جودة أو الدكتور محمد المومني الناطق باسم حكومة النسور ولا حتى وليد المعلم الناطق باسم النظام السوري. كذلك هي لا تستوعب أن من بين زعمائنا من كانت ابتسامته مولعة بالثورة ونابضة بالحرية، من هنا سألتني بطبيعتها الأنثوية إن كنت أقصد جمال أو عدم جمال ابتسامة الأمير، أو كنت أقصد فن القبلات وتنوعها أم شيئاً آخر، فقلت: بل أقصد شيئاً آخر دعيني أسرده على مسامعك.

من سرائر العرب وخبايا عقلائها هي الابتسامة، أو حركة الشفاه، فشيخ العشيرة مثلاً حينما يريد أن يكلم أحد معاونيه ويكلفه بأمر سري وفي حضرته آخرون، نراه يحرك عينيه باتجاه المخاطب ثم يومئ له ويحرك شفتيه بابتسامة خفيفة لا تكاد ترى، وقل أن يخيب معاونه في معرفة ما يريد الشيخ دون أن ينطق. فتراه يهم من ساعته ويستأذن شيخه ليعود له بما أراد بعد وقت قل أو كثر، لكنه يعود ومن النادر أن يفشل في مهمته.


الشيخ تميم بن حمد، رغم صغر سنه نسبيّاً إلا أنه يمتلك من الحكمة حظاً وافراً. فقد وقف وحده ودولته من بين دول الخليج موقفاً متميزاً تجاه ما أطلق عليه بالربيع العربي. إذ منذ أن تولى الحكم بعد تنازل أبيه بدأ يحرك ابتسامته نحو الشعوب العربية الثائرة التي أرادت انتزاع حريتها، كان يومئ لتلك الشعوب أن قطر وشيخها وشعبها سيقفون إلى جانب حريتكم. لم يرد أن يجعل من دولته متفرجاً رغم أنه كان بإمكانه الصمت، لكن آثر أن يتحرك وفق قدراته في المنطقة العربية وعالمياً، فاستطاع أن يلعب دوراً عظيماً لم يكن ليتقنه لولا حصافته وحكمته وقدرته على المناورة.

لقد دعم وقدم الكثير. حالف تركيا، وضع يده في يد مرسي، ورأى أن عزة العرب بشامها كما هي بكنانتها، فدعم ثورة الشعب السورية ضد الاحتلال الإيراني المجوسي، ولم يأل جهداً في تقديم كل ما يستطيع من دبلوماسية أو مال من أجل إنجاح مشروع العرب الثوري الأخلاقي التحضري.

ربما كان الدافع ورء ذلك حرصه على وجود قوة عربية تقاوم الغزو الفارسي، أو قوة عربية تحمي الحدود التي فرقتها النزاعات. وربما دفعه طموحه الشخصي لكي يسجل بطولة عربية في مرحلة غابت فيها الكرامة العربية وهدرت على عتبات الدول الغازية للمنطقة. بغض النظر عن هذه الأسباب، فقد رأينا ابتسامته التي لم تغادر مُحيّاه تومئ للعرب؛ أن أخرجوا سيوفكم من أغمادها وتحرروا.


الأمير تميم خرج علينا بنفسه بابتسامته ليقول للعرب، وبالذات للشباب العربي: أن الأمل مازال يلوح في الأفق. فنظام الحكم الأميري في قطر لا نصنفه كبقية الأنظمة بل نحاول تفهم مواقفه تجاه القضايا العربية من خلال لعبة يعرف الأمير حجمه فيها وقدراته.

إننا نحن من أخطأ قراءة شفتيه، ونحن من عجز عن فهم الرسالة الأميرية القطرية، ولم نقدر أن ننظر في وجه الرجل بتمعن يترجم حركاته وسكناته من خلال ثورة لم تشأ ان توقد جذوتها حتى أطفأتها المؤامرات.

إن فرقة الثورة السورية وخذلان الحراكات الإصلاحية وسقوط حكم الشعب وحكم الإخوان في مصر ما كان ليحدث لو أننا فهمنا إيماءته وابتسامته وحركته وسكنته التي ما بخل بها علينا أبداً، لذا فإننا مطالبون اليوم وقطر تتعرض لمؤامرة يدبرها السيسي وحلفاؤه من أعداء الأمة، مطالبون بالوقوف إلى جانب هذا الأمير، متى سنفهم أن حماية قطر هي مسؤوليتنا جميعاً، وأن الذود عن حياضها هو ذود عن كرامة الأمة كلها؟

الأمير تميم توجه إلى تركيا وفق حركة مدروسة لكي يوجد حليفاُ قويّاً في زمن التحالفات، فلم لا نكون نحن الشعوب العربية أيضاً حليفه ونبايعه لكي يتصدى لمن يريدون بقطر سوءاً؟

أيها الثوار العرب، اقرأوا ابتسامة الأمير تميم ... إنها تحمل في معانيها الكثير .....

هل عرفت سر ابتسامة هذا الليث يا جولي؟ إنها في لغة الجسد تعني الثورة، توعز بالثورة ...

أيها العرب ألا فاعلموا أنني بايعت الأمير ... وما قد يمس قطر يمسني ....

قوموا إلى أميركم تميم بن حمد وبايعوه وبايعوا السلطان الفاتح، فالأمة تحاصرها جيوش الصليبيين والمجوس والصهاينة وخونة العرب وداعش وميليشيات مذهبية مجرمة.

أيها العرب: إن أمن قطر هو أمننا .... هل فهمتم ؟ 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد