أمهاتنا المثاليات .. لا نساء الشاشات

mainThumb

20-03-2015 04:26 PM

عندما أزور صرح الشهيد وانظر في الأسماء والأعمار أدرك تماماً أن الشهداء غالبيتهم من الشبان في سن الورود، شباب حملوا أرواحهم على أكفهم ليبقى الأردن الذي نعرفه ونريده، ولكن السؤال الذي يخنق حشرجة في الصدر، ويولد دمعة حرى في مقلتي: ماذا فعلت أمهاتهم عند سماع خبر استشهادهم؟ كم ليلة باتت وهي تذرف دموعها على خديها بعيداً عن أعين أبنائها الآخرين؟ كم مرة مرت على خزانته أو حقيبة ثيابه تنظر في قميصه الأزرق أو الأحمر أو بذلته العسكرية؟ ألم تنظر شاشية البيت بطوله الممشوق وهو يطل عليها من خلف الغياب لشهر أو شهرين في صفوف زملائه المجاهدين؟....


ألم تبت تلك الأم تسير في كل مكان وتقف عند كل متوقف تحاول أن تستحضر لحظة وقوفه أو نظرة خاطفة من عينيه اللامعتين؟


بلا يا أحبتي....وأكثر من ذلك؛ فإن أمهات فقدن أبناؤهن في لظى المعارك وعلى الحدود وأثناء الواجب، لا زلن حتى الآن لا يلبسن إلا السواد! وكثير منهن حرَّمت على عينها الكحل والفرح....وعندما تنظر في ملامح وجهها التي تبدو قاسية من بعيد تدرك أنها تدفن مشاعر حب لوعها حرمان الفقد، وطول الغياب....


تلك هي الأم الأردنية معالي المسئول كائناً من تكون.....فممثلة أو راقصة لا نعرفها إلا في أحضان الرجال ومن على المسارح، وأمام الكاميرات...لا يجوز لها أن تطأ بنعلها الملوث للكرامة تراب الأردن فضلا ًعن تكريمها...أي امرأة أردنية سقت الأرض من دموعها ليشب ولدها رجلاً يكافح الدنيا في كل الميادين ليبقى الأردن عزيزاً عصياً؛ هي التي يجب أن تكرم ويخفض لها الجناح....إن إخراج الأم الأردنية التي غذَّت تراب الوطن بعاطفتها وسهرها وشقائها، وسقته بدموعها يوماً بعد يوم ليبقى الدحنون لون دم الشهداء يافعاً في كل سهولنا ومروجنا، الفواحة بالياسمين والدفلاء....لن ننكر عليك فعلك....بل نجرمك بفعلك أيها المسئول فأمهاتنا ليست سلعة رخيصة للرجال ولا لرواد الموضة وأصحاب التقليعات...أمهاتنا تاج رؤوسنا وأملنا في دخول الجنة، ولولاهن لما رأيت وطن الرجال يقف بهامته ويصلب طوله وسط كل هذه الأعاصير، من كان له منَّةٌ على أمه فذلك شأنه، لكننا نرى أن الوطن برمته مدين لأمهاتنا فأين التكريم.....
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد