أرق الشارع الأردني اليوم يأخذ منحى مختلفاً بعيداً عن الدواعش والزواحف والحوثيين والخلايا النائمة ، حيث أن جديده اليوم تفشي فيروس أنفلونزا "الخنازير " عافانا وعافاكم الله من كل بلاء وابتلاء.
على قدر التعتيم الإعلامي الحاصل إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي كافةً وتطبيقات الهواتف النقال كفيلة بأن تستورد وتُصدر الخبر للعامة.
ولا أدري ما الهدف من إخفاء حالة " وبائية" انتشرت في الهواء، والتي تعرض الطفل والطالب والموظف وربة البيت للإصابة به لا قدر الله ؟!
وإن كان الهدف عدم إثارة الذعر بين المواطنين بسبب عدم توافر المطاعيم المناسبة، هذا لا يُسقط حق العامة بمعرفة مدى انتشاره وتكثيف المحاضرات التوعوية التي تتحدث عن الوقاية منه واتخاذ الإجراءات الاحترازية في المدارس وإن كلف الأمر تعطيل الطلبة إلى حين السيطرة على هذه الأزمة الوبائية .
الشعور بالأنفلونزا " الطبيعية" أصبح كابوساً !!
لاحظنا مؤخراً بأن أي شخص يصاب بأنفلونزا " بنت حلال " ينتابه الخوف من أن تكون تلك الأخيرة، وقد يلعب العامل النفسي دوراً في إطالة عمر المرض الذي من المفترض أن تكون حضانة فيروس الأنفلونزا الطبيعية ثلاثة أيام ، ليتراجع صحة المريض ويقتله التوجس بدلا من الأنفلونزا ؟!
وهنا يجب أن نراعي عدم المغالاة بالخوف ،( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
احذروا أصحاب الأنوف الحمراء !!
لم نلتفت سابقاً إلى أحد " المفلوزين" وهو يعبر الشارع أو يتجول في أحد المولات من قبل ، ولكن الآن عندما نرى أحدهم نصاب بحالة هلع وفزع ونفر ثقالاً خفافاً من خوفنا أن يكون يحمل في " عطسته" رذاذ الفيروس المميت"
ولسنا نحاول التقليل من شأن " حذركم" ولكن بصدق لا يعقل أن تصاب بفيروس على مسافة مئة متر دون مصافحة أو تبادل للقبل أو عطسة مباشرة ؟!!
وهذا يعني أن نلزم المنزل إلى أن تنتهي حضانة الأنفلونزا ونتخلص منها تماماً وهذا قرار مُنصف للجميع ولكن دعوا عنكم الجزع الذي لا يرد قضاء الله وقدره .
منع القُبل والمصافحة ؟!
لا نعترض على هكذا إجراء احترازي فالعادات الاجتماعية التي تحمل "التقبيل" و"الشد" و " تبادل رذاذ الحديث عن قرب"
نحن بغنى عنها تماماً ولنعتمد المصافحة الهوائية التي تنطلق عن بعد مترين وتتوقف عند الاقتراب في حدود نص متر بين الشخصين وحبس الأنفاس إلى حين انتهاء المجاملة الاجتماعية .
ماذا عن تصريح من وزارة الصحة للمواطن؟
لماذا لا يخرج علينا أحد المعنيين من وزارة الصحة ويخبرنا بما يحدث بكل شفافية ومصداقية ، في النهاية هذا وباء ويجب أن نكون على دراية بما يحصل من وراء الستار، من ماذا ستخاف وزارة الصحة إذا كان البلاء من رب رحيم ؟! لماذا لا تعلنون حالة طوارئ إذا كان الوضع يستدعي ذلك لا قدر الله؟!، ولماذا لا تطرح هذه الأزمة عن طرق المرئي والمسموع بدلاً من عناوين تحدثنا عن إصابات ووفيات؟!
لن يُكلفكم الأمر إلا توزيع كمامات ومقويات وحقن أنفلونزا من المتوافر لديكم وتوعية حقيقية وكان الله بعوننا ، أما الصمت فهذا يدل على أن الوضع يفوق تخوفاتنا والعلم عند الله .
عافانا وعافاكم الله ورفع عنا البلاء والغضب والمقت .....
والله المُستعان
مسودة البيان الختامي للقمة العربية في المنامة
