العالم الافتراضي وبدانة النشء

mainThumb

13-04-2015 09:07 AM

يجمع جميع المربين والاكاديميين واطباء الاطفال على ضرورة واهمية اللعب للاطفال في الملاعب والاماكن المخصصة لذلك "الشوارع"!!!، نظرا لاهميته في تكوين وصقل شخصية الطفل وتنمية العديد من المهارات اللازمة لديه مثل التعاون والتنظيم والحوار وحسن الاستماع وبناء الجسم والعضلات، حيث يسهم ذلك كله في بناء القدرات الفكرية والجسدية للطفل.


ولتحقيق ذلك تعمل العديد من الدول ولا سيما المتقدمة منها على بناء كل ما من شانه العمل على تنمية القدرات الفكرية والجسدية لدى الطلبة مثل: الملاعب والمسابح، وميادين السباق وما الى ذلك. ولكن للاسف في العديد من الدول العربية يشكل الشارع الملاذ الوحيد لغالبية الالعاب!!!


منذ اسبوعين اتيحت لي الفرصة ان ارى واراقب طلاب العديد من المدارس، حيث تزامن وقت ذهابي للعمل مع نهاية الدوام المدرسي وليتها لم تكن!!! حيث رايت الطلبة من كلا الجنسين واصبت بالدهشة بما رايت!!!، فالغالبية العظمى من الطلبة من الحجم الكبير (XX Large) مقارنة باعمارهم!!!، فاوزانهم تفوق المعدل الطبيعي لاعمارهم، وبالطبع يتبع ذلك الحركة الثقيلة او المعدومة احيانا، فعبور الشارع عندهم بالكاد يمشي!!!، ويسمعون منبه السيارات لكن لا حياة لمن تنادي!!!.


سابقا كان الاهالي وكبار السن يصفونا بالقرود نظرا لكثرة حركتنا الدائمة، و "النطنطة"، ووصلنا الاعدادية والثانوية ولا تتجاوز اوزاننا الاربعين او الخمسين كغم، الا بعض الحالات التي كنا نعتبرها استثنائية،  وكنا نلعب ونتحرك بكل خفة ولا نعاني مما يعانيه اطفال واولاد هذه الايام الذي يعاني اغلبهم العديد من الامراض والتي يشكل السبب الرئيسي فيها قلة الحركة والسمنة.


ما هو حاصل لابنائنا يعد بمثابة الانتحار البطيء، حيث يعيشون بين امواج كهرومغناطيسية نظرا لكثرة التقنيات الحديثة الموجودة بكل مكان، فاقل بيت يوجد به ثلاث هواتف خلوية وثلاث شاشات تلفاز وحاسوب وايباد والعديد من الشاشات الالكترونية للعب الاطفال!!! فتجد الطفل تارة امام شاشة التلفاز التي باالغالب تقدم برامج اطفال قاتلة وتبث سموم لطمس الفكر وطمس وتدمير اللغة العربية وما الى من اهداف تدميرية، واخرى مع شاشة الهاتف واخرى امام الحاسوب بالطبع يلعب العاب الكترونية ولفترات طويلة جداً!!! وبالطبع ياتي له الطعام وياكل دون ان يعلم كم اكل واحيانا كثيرة ماذا اكل!!! فاطفالنا يعشون عالم افتراضي بعيد كل البعد عن الحقيقة ويبعد عنها ويكرس حالات البدانة الفكرية والجسدية، فانتبهوا لابنائكم ودعوهم يمارسون اللعب الحقيقي ويصنعون العابهم بانفسهم.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد