الفاسدون في بلدنا خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم

mainThumb

10-05-2015 09:55 PM

أخذت على نفسي منذ سنوات عديدة أن أكتب عن أباطرة الفساد وأوكار الفاسدين في بلدنا، وهم للأسف كثر ويحيطون بنا من كل جانب.

 نعم تعمدنا فضحهم وكشف عوراتهم دون التعرض لأسمائهم حتى لا ينقلب مقصد كتاباتنا من قول الحق الى الفضح والتشهير .

لم نتعرض إلا لشخص واحد بالاسم وتحديدا السيد وليد الكردي الفوسفاتي وهو من صدر بحقه قرارات قضائية وبالتالي لم يعد الأمر تشهيرا أو تفضيحا .

هؤلاء الفاسدون بعضهم لا بل جلهم لم يتم إدانتهم ولكن ذلك لا يعني براءتهم وإنما يعني قدرة ماكنة الفساد ببلد الأمن والأمان على حماية هؤلاء وإنقاذهم وعدم محاكمتهم علما بأنهم كانوا وبعضهم ما زالوا الأكثر فسادا وإيذاء للوطن ومقدراته .

للأسف مجالس نيابية ومسؤولين كبار تدخلوا وحالوا دون محاكمة من دارت حولهم الشبهات وقد عمل هؤلاء الفاسدون ومن يحميهم على إخفاء جميع الأدلة وخيوط الجرائم التي ارتكبوها وأزالوا قواعد البيانات والتسجيلات والوثائق التي تدينهم

الفاسدون المفسدون تجد كثيرا منهم محاطين بالهالة ويتمتعون بالألقاب ويلبسون أفخر اللباس ويركبون أفضل السيارات وعند الحديث عن الوطن يبرزوا لك على أنهم مناضلون وأنهم وأبنائهم مشاريع شهادة من أجل الوطن علما بأننا نعلم علم اليقين تاريخهم وتاريخ أبنائهم الأشاوس في ساحات السلب والسرقات والنصب والاحتيال.

كثير من هؤلاء الفاسدون أو بالأحرى الغارقون بالفساد بوجود شواهد ،ولكن بغياب أو تغييب الأدلة القانونية، يشغلون مواقع تشريعية وتنفيذية ويقررون للأردنيين ما ينبغي أن يفعلوه ويضعون التشريعات والأنظمة التي علينا الالتزام بها وتنفيذها لا بل وينظرون على المخلصين مزارعين ومعلمين وعمال وفنيين وطلاب كيف يجب أن يحبوا الوطن وبالتأكيد هم يقصدون الوطن تلك البقرة الحلوب التي يعتاشون على سرقتها.

تلقيت الكثير من المكالمات والرسائل والتعليقات التي تتوعدني وتهاجمني وتطعن في مقاصد ما أكتب من قبل العديد من الفاسدين الذين يعتقدون أنني أهاجمهم شخصيا أو أنني أغمز أو ألمح إليهم وإلى فسادهم من خلال ما أكتب.

بعض هؤلاء أقارب تربطني بهم علاقات اهتزت عراها وتلاشت بسبب مقالاتي عن الفاسدين ،وآخرين من الأصدقاء والمعارف والزملاء الذين يعتقدون أنني أستهدفهم شخصيا بسبب غيرتي منهم أو بسبب عدم وطنيتي وعدم حرصي على نعمة الأمن والأمان.

وأتساءل هنا من هو الأكثر وطنية وزير تنعم بمقدرات الأمة ولدية ثلاث رواتب تقاعدية أو مسؤول أمعن في التمتع بالسلطة وتوظيف أقاربه وأصهاره وأولاده أم مدرس جامعي درس وخرج أكثر من خمسين ألفا من الطلبة والأساتذة في الجامعات والمدارس وضباط الجيش والأمن العام وغيرها؟؟؟


هؤلاء الفاسدون المفسدون قد يكونوا في أي موقع من رئاسة الحكومة الى البلديات والجمارك والخارجية والملكية الأردنية والأعيان والنواب والجامعات والمؤسسات المستقلة وهم من يتولون أمرنا .

هم أو جلهم خشب مسندة ويحسبون أن كل صيحة عليهم وينطبق عليهم قول رب العزة في محكم التنزيل "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ".

إنهم سبب بلاء البلاد وسر شقاء العباد فهم وباسم الوطن ينتهكون حرمات ويمنحون حقوق بغير وجه حق ويمنعون حقوق بغير وجه حق وعلى مسمع ومرأى من ولاة أمورنا الذين يسمعون ما يريدون سماعه ومن يريدون الاستماع إليه وما يطربهم ويشنف آذانهم مديحا وتبجيلا.

سنستمر بقرع أبواب الذين تحيط بهم شبهات الفساد من كل جانب أقرباء ومعارف وزملاء ووزراء عاملين ومتقاعدين ووجهاء أو مشاريع وجهاء أو "موجهنين" أفاكين من أصحاب السوابق والقيود الأمنية ونواب وأعيان وخطابي عرايس من اصحاب الدولة ورؤساء الجامعات المنافقين الباحثين عن المجد بأي ثمن عبر دعواتهم ومآدبهم ونفاقهم وعنصريتهم.

 لن تخيفنا تهديداتكم ووعيدكم ولا تغرينا مناصبكم ولا ترعبنا "هوبراتكم" وقد تجاوزنا حواجز الخوف التي غرستموها في صدور وعقول المواطنين في بيت إيدس وذنيبة والنعيمة وبيرين وثغرة الجب وكفر الما والعدنانية والراجف والثنية وانجاصه وابو علندا وجحفية. سيأتي ذلك اليوم الذي تلبسون بدلات السجون وتمثلون أمام المحاكم على جرائمكم التي اقترفتموها بحق شرفاء هذا الوطن.

لقد نهبتم مقدراتنا وهضمتم حقوقنا وخدشتم كرامات الأردنيين الذين يقع معظمهم تحت مظلة الفقر والبطالة والمديونية في الوقت الذي تطلبون من الاردنيين أن يشكروا الله على نعمة الأمن والأمان الذي تضمن لكم استمرار استنزافكم للوطن وموارده ومواقعه وعطاءاته وامتيازاته .

استهداف الفاسدين سيبقى هدفنا وديدن كتاباتنا خدمة للوطن الذي نعرفه ونحلم به نحن وليس الوطن المجروح والمسروق الذي تحلبوه بكرة وعشيا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد