الملك دائماً في المقدمة

mainThumb

18-05-2015 09:45 AM

خطوة نحو الاتجاه الصحيح، فالحلول الأمنية لا تبني أوطاناً ولا تحل مشاكل البلاد، الحلول الأمنية تزيد رقعة التطرف، وترفع من حدة التوتر بين مكونات الشعب وقياداتهم، الرؤية الأمنية للأمور لا ترى الشعب إلا بعين المحقق الذي يرى أن الشعب متهم حتى تثبت براءته، فلم يكن لزاماً على كل من رحلوا هذه الليلة أن يصلوا إلى هذه المرحلة، لكنها الرؤية الضبابية التي يحكمون بها وفق معطيات قد تكون مغلوطة أو منقوصة، لذلك كان لا بد من تدخل سريع من خلال قرار الملك الذي يشبه الرافعة العملاقة في اللحظة الحرجة، قرار يعيد الأمور إلى نصابها، ويعيد للمسئول الذي تبوء عبء المسئولية أنه مسئول وليس متسائل، لا بد أن يعيد كل من يعتلي كرسي المسئولية حساباته بعد هذه الليلة، فالثالوث الأمني المُقال هذه الليلة يترك بصمته في نفوس الأردنيين، تلك البصمة التي رحبوا بها خلال ربيع العرب الملتهب والتي بدأت بتوزيع العصير والمياه على أبناء الأردن الغاضبين من سياسات الحكومة وليس النظام، أما وقد بدأت ملامح سياسة هذا الثالوث تأخذ أبعاداً تدل إما على عجزهم عن القيام بمهام المرحلة، أو أنها تعلن صراحة نضوب بنات أفكارهم واستبطاء مستشاريهم بالنصيحة والتبصير لهم...لذلك صدرت الإرادة الملكية التي لطالما كانت أشبه ببلسم شاف لكثير من أوجاع الأردنيين الذين عانوا ويعانوا من تغول بعض السلطات عليهم.


مرحى لهذه الخطوة الجريئة ونقول لمن يأتي بعدهم أن يتعظ مما حصل لهم، وأن يبقي سفينته بعيداً عن أمواج التكهنات والتخبطات في إدارة شئون مؤسساتهم الأمنية التي هي حامية الأمن وراعية حقوق الناس، ولن يفلح المسئول بعيداً عن تعاون المواطن وجنديته المجهولة التي لطالما كانت صمام أمان في ضبط إيقاع الجبهة الداخلية في مفصليات الأمور الحرجة في حياة الوطن الأردني العزيز.


فتحية جليلة عزيزة نرفعها لمقام صاحب الجلالة الملك عبد الثاني بن الحسين حماه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه.....
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد