أين الدولة ؟

mainThumb

28-08-2015 01:39 PM

يقولون الشتويه بتطلع عيوب السياره ونحن نقول نتائج الامتحانات في الثانوية العامه تظهر مدى الظلم الذي لحق بالمناطق النائية .


أظهرت نتائج التوجيهي هذا العام الواقع المرير الذي يعيشه أبناء المناطق اﻷقل رعاية وحظا من التنمية  ،فبسبب شح اﻹمكانات وضعف التركيز على تنمية المعلم وتأهيله صدم المجتمع بأسره من حقيقة المعاناة التي يعانيها أبناء المحافظات البعيدة عن العاصمة، حيث تقل الرعاية الحكومية لتلك المناطق مقارنة مع الظروف المهيئة ﻷبناء العاصمه والمدن الكبرى اﻷمر الذي جعل مدارس بأكملها لم ينجح منها أحد وكانت نسبة النجاح  في المحافظات المنسية  مخيبه للآمال .


ولقد كان لهذه الفاجعة أسباب لا تخفى على أحد فالفقر وقلة اﻹمكانات وعدم وجود بيئة مناسبة للتعلم وتهميش المناطق الريفية ونقص الكوادر المؤهلة فيها شكل بيئة غير مناسبة للتحصيل العلمي .

وبسبب ضيق ذات اليد وارتفاع كلف الحياة والمعيشه وقع الطلاب والطالبات في المحافظات النائية فريسة لتغول وجشع المتنفذين والمسؤولين فحرمت المدارس من أبسط شروط التنمية والتأهيل .

ولعل بحث المعلمين عن مصادر رزق إضافية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبه وضعف التشريعات التي تحمي المعلم من اهم أسباب تردي الخدمات التعليمية، يضاف إلى ذلك الاحوال البيئية الصعبه فمحافظة عجلون مثلا باردة في الشتاء بصورة قاسية  لا يتحملها الطالب الذي يعاني من سوء التغذية وقطع مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة ثم يجلس في البرد القارس فكيف له أن يستوعب دروسه!
 
إن عدم وجود بيئة محفزه وصالحة للتعليم يؤدي لا محالة إلى تدمير جيل بأكمله وتفوت فرص اﻹستفاده من القدرات الشبابية بطريقة حسنه،ولقد كان لتطبيق القوانين الجديده فيما يخص الاختبارات الدليل الواضح على هشاشة وضعف المدارس اﻷقل حظا.


 ولا ادري أكان اﻷمر مقصودا أم لا  بمعني ترسيب أكبر عدد ممكن من الطلبة لتقسيم المجتمع إلى قسمين  قسم من اﻷكاديميين لتولي الوضائف العليا يشغلها المتنفذين وأبناءهم  وقسم آخر كرعاة ومهنيين يزودون المجتمع باﻷيدي العاملة لخدمة الفئة اﻷولى
أم أن اﻷمر حدث بالصدفة ليظهر الظلم والجور الذي لحق بتلك المناطق عبر السنين الماضية ؟.

 وسواء كان اﻷمر مقصودا أم غير مقصود فإنه يظهر الظلم الكبير الذي لحق بالمناطق النائية  وهذا اﻷمر لا يسكت عليه أبدا وعلى الدولة القيام بواجب الرعاية والتأهيل لهذه المناطق التي كانت وما زالت مستودع الوطن من الدماء كحماة لحدوده ومستودعا  من الخريجين في كافة التخصصات لرفد الوطن بالكوادر اللازمة لتنمية الوطن والمواطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد