تفكيك الدولة من لبنان إلى العراق .. إلى المنطقة!.

mainThumb

24-08-2007 12:00 AM

أخطر أنواع اللعب السياسي للقوى الكبرى هي لعبة تفكيك الدولة أو النظام السياسي المعادي!!.

وإذا كان العالم شهد مأساة تفكيك الدولة اليوغسلافية.. والحروب الدينية والعنصرية التي صاحبتها، فإن عالمنا العربي سبق وشهد تفكيك الدولة اللبنانية بداية من عام 1970، وقد اسماها هنري كيسنجر وقتها المختبر اللبناني.. باعتباره نموذجاً قابلاً للتطبيق في أي دولة عربية فيها تعددية طائفية ودينية وعِرقية .. وهي صفة تشترك فيها دول كبيرة كالعراق وسورية وتركيا وإيران!!. وإذا كنا وقتها نرفض نموذجاً عراقياً مشابهاً للمختبر اللبناني.. فإننا كنا نراهن على المشروع القومي للدولة العربية.. مع أن التمرد الكردي كان ينخر فيها من الداخل.. ثم جاء النظام الخوميني، الذي أثار أحاسيس طائفية بالغة الخطورة لأنها فرضت على نظام ذكي ان يقوم بحرب استباقية استمرت ثماني سنوات ونرفض الآن نموذجاً سورياً مع أن أحداث القامشلي قرعت الجرس حين اكتشفنا أن الأكراد ليسوا جيباً صغيراً في أقصى الجزيرة أو حيّاً صغيراً في دمشق وانما هم ممتدون في حلب من المدينة الكبيرة غرباً إلى جارم.. وأنهم في تاريخنا السياسي الحديث من يوسف العظمة شهيد ميسلون، إلى إبراهيم هنانو إلى محمود الأيوبي أحد رؤساء وزارات البعث.. وقبله محسن البرزاني وحسني الزعيم!.

نحن نواجه تفكيك الدولة العراقية الآن، ويواجهها معنا صانعو التفكيك سواء بسواء. فالذين فككوا الدولة بداية من الجيش والأمن ووزارة الإعلام والخارجية والنفط، واوقفوا المحاكم وادارات الدولة.. لم يكونوا يصنعون خيراً للولايات المتحدة، لأن مخططي البنتاجون كانوا ينفذون هدفاً صهيونياً إسرائيلياً.. فالثقل في الصراع العربي الصهيوني انتقل من مصر إلى العراق!!.

ولأن الهدف كذلك فانه لا يعني إسرائيل اخراج العراق أو العرب أو الولايات المتحدة من المأزق العراقي!!. فهي مرتاحة لاستمراره لأسباب يعود بعضها إلى ثأر تاريخي يمتد إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام!!.

ان الذي لا يفهمه الذين شجعوا الغزوة الأميركية، والذين صفقوا لانهيار نظام كانوا يعادونه.. أن تفكيك الدولة العراقية لا يخلصهم من الطاغية صدام.. لكنه يضرب في جذور النظام العربي، ولا ينفع استحضار الصفويين، وبني بويه، من التاريخ القديم لأن هناك ما هو أخطر الآن!!.

تفكيك الكيان اللبناني بداية من عام 1970، ما يزال مستمراً حتى الآن، وخطره يلتقي مع الخطر العراقي في سورية وفي فلسطين .. ويمكن أن يمتد أكثر إلى بلدنا إذا لم نفتح عيوننا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد