لا طائف جديداً فـي الأفق !!.

mainThumb

25-08-2007 12:00 AM

هنالك دعوات ، وإن كانت خافتة وحييّة ، لعقد مؤتمر طائف جديد على غرار الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية وأسفر عن مصالحة وطنية عامة بين اللبنانيين الذين كانوا تفرقوا إيدي سبأ والذين أدخلوا نيران الحرب الأهلية ، التي استمرت لنحو خمسة عشر عاماً، إلى كل شارع والى كل بيت في كل لبنان من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه .

قبل ذلك الطائف كان اللبنانيون قد قرفوا الاقتتال وملوه وكان المتدخلون في الشأن اللبناني الداخلي قد حققوا ما أرادوه من الحرب الأهلية ومن اقتتال الأخوة الذين أفنوا بعضهم بعضاً ودمّ?Zروا بلدهم الأخضر الجميل تحت رايات الحفاظ على لبنان والدفاع عـن سيادته وإبعاد التعريب عنه بالنسبة للبعض وإبعاد التدويل بالنسبة للبعض الآخر .

كانت الطبخة ، عندما قبلت كل الأطراف اللبنانية بالتوجه إلى الطائف الأولى ، قد استوت وكان اللبنانيون قد جربوا قوات الردع العربية بكل ألوانها وأشكالها ثم انتهوا إلى القوات الشقيقة التي غدت ضمان أمن بلدهم واستقراره ووحدته وكانت منظمة التحرير قد رحلت عن بيروت إلى المنافي البعيدة وكانت اللحظة المناسبة قد جاءت فتحركت المملكة العربية السعودية فانعقد ذلك المؤتمر الذي أسس لعلاقات جديدة ، في ضوء موازين القوى التي أنتجتها الحرب الأهلية، كان المنتظر أن تضبط الأوضاع في هذا البلد الفسيفسائي لفترات مقبلة طويلة .

كان كل شيء عشية إنعقاد مؤتمر الطائف مهيأ للقاء والاتفاق فالأوضاع الداخلية كانت مهيأة والوضع الإقليمي كان مهيأ والوضع الدولي كان قد ملّ?Z تلك الحرب وأصبح مع أن تنتهي نهاية سريعة وكانت سوريا ترى أن التفاحة اللبنانية قد نضجت وأصبحت في متناول اليد وأنه لابد من قطفها وتأطيرها بإتفاق ملزم يعزز ما أحرزته القوات السورية على الأرض .

الآن تغيرت الأمور وأصبحت على خلاف ما كانت عليه في تلك الفترة فالحرب الباردة بدأت تتململ تحت الرّ?Zماد والمنطقة تشهد الآن مرحلة من أصعب وأخطر المراحل التي مرت بها فهناك هذا الذي يجري في العراق والذي يجري في فلسطين علاوة عمّ?Zا يجري في لبنان .. وهناك الإفتراق السعودي - السوري الذي كان أهم عامل وفّ?Zر لـ الطائف الأولى عوامل النجاح .

غير منطقي وليس ممكناً أن تتحرك السعودية الآن وفي هذه الفترة ، بينما أوضاع المنطقة تغلي على هذا النحو بل وبينما عاد اللبنانيون إلى الخنادق من جديد ، لعقد طائفٍ آخر فالمواقف اللبنانية متباعدة جداً وأصحاب المشروع الإقليمي الذين يريدون الثأر لخروج الأمن المستعار من لبنان بالطريقة غير الكريمة التي خرج بها مصرون على إعادة هذا البلد إلى أسوأ مما كان عليه قبل مجيئهم الأخوي !! ثم وبالإضافة إلى هذا كله فإن المتصارعين إقليمياً ودولياً قد عادوا إلى هذه الساحة التي كانت دائماً ساحة لتصفية الحسابات بينهم .

لا يمكن أن يكون هناك طائف جديد وحال العراق متردية على هذا النحو ولا يمكن أن يكون هناك طائف جديد والتحالف الإيراني - السوري يشعر أنه في حالة الهجوم وليس في حالة الدفاع ولا يمكن أن يكون هناك طائف جديد وهناك كل هذا الإقتتال على من سيكون الرئيس الجديد للبنان وهناك أيضاً المفاجأة الكبرى التي يتحدث عنها حزب الله وهناك هذا الإنتصار غير الإلهي الذي حققته حماس في غزة .. ثم وهناك قبضة آية الله علي خامنئي التي يلوح بها أمام أنوف أهل المنطقة كلهم بدون استثناء يومياً وفي كل لحظة !! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد