الدور الآخر للسائقين ..
لو سألنا أي مواطن ؛ ما هو الدور الذي يؤديه السائقون في مجتمعاتنا ؟ لأجابنا بما يلي : إن دورهم روتيني ومحدد بنقل الركاب من مكان إلى آخر ...
و لكن هذا الدور الروتيني والسطحي لن يقبل به السائق الذي ملك الإيمان الصادق وفهم معنى الحقيقي لقوله تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... وقوله تعالى :
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ( صدق الله العظيم ) .
فالسائق الذي يقود ويوجه مئات الركاب في كل يوم„ يمكن له أن يوجه عقولهم ؛ والسائق الذي يتحكم بأرواح الناس يمكن له التحكم في قلوبهم ، فبرأيي يمكن للسائق ولا سيما سائقي الحافلات القيام بدور : المرشد والواعظ والموجه والمصلح والموجه لسلوكيات الركاب ؛ ودون أن ينطق بحرف أو بكلمة„ واحدة ( معتمدا” على الكلمة والإبتسامة وعلى الأشرطة التسجيلية ) !!!
قبل أن تغزونا الموبايلات وبرامج التواصل الإجتماعي المختلفة ، والتي استخدمها البعض في جوانب ايجابية ؛ واستخدمها آخرون في جوانب هدامة ؛ كنت أذكر دائما” بأن السائق العمومي له دور مهم في تقويم واصلاح المجتمعات ، ولكنه لم يزل متقاعسا” أو جاهلا” بأهمية دوره الإجتماعي والإصلاحي ، والذي لا يقل أهمية عن أهمية برامج التواصل الاجتماعي المعروفة ، ولكنه دور السائق مرهون بوجود السائقين الغيورين والساعين لنشر قيم الخير والفضيلة في المجتمعات ....
وعلى الجانب الآخر ؛ فبعض السائقين قد يكونون معاول هدم للمجتمع وللاخلاق وللعقيدة ؛ في حالة إصرارهم على عرض الأغاني الساقطة والتفاهات على مسامع الركاب ...
وهذه التفاهات والموسيقى الصاخبة والأغنيات الهابطة ، ستظهر أثارها السيئة على سلوك الركاب في نواحي عديدة ، ومن هنا جاءت فكرة قيام السائقين بدور جديد لتوعية وارشاد الأجيال ولبناء المجتمعات ...
ولكن الواقع الحالي الذي نشاهده في أغلب حافلاتنا العمومية ، هو واقع سلبي ويعاكس ما نأمله ونبتغيه ، فأغلب السائقين يعرضون ما هب ودب من الموسيقى والاغاني الهابطة ... وأمثال هؤلاء يساهمون في تدمير القيم وهدم الأخلاق وفي تلويث الأمزجة والمشاعر ، وهم مذنبون أمام ربهم ، ويتحملون إثمهم واثم كل من طرب لهم ...
ولكن ، لو توفر السائق الملتزم والمنضبط والمثقف ؛ والذي يحمل في داخله هم ومشاكل المجتمع والوطن ؛ ويعمل على إرشاد وإصلاح المجتمع بالابتسامة والكلمة الطيبة ؛ ويشغل الأشرطة الهادفة للركاب ليتعلموا ويتعضوا ؛ فسنلاحظ تبدل الحال في مجتمعاتنا ، والسائق هنا يتقدم لمنارسة دور : المرشد والمصلح والمعزز للأخلاق وللقيم الفاضلة ، ويرتقي لدور الناقل للعلم وللثقافة ودون أن ينطق بكلمة أو حرف ... !!!
فعلى سبيل المثال لا الحصر : إذا رأى سائق الحافلة بأن غالبية ركابه هم من كبار السن ، يبادر لإسماعهم الأشرطة التي تحتوي على توجيهات لطرق التربية السليمة للأبناء ؛ وتعرفهم بحقوق الجيران وبحقوق الناس والمجتمع والوطن ... وإذا كانت غالبية ركابه هم من صغار السن أو من المراهقين ، يسمعهم أشرطة تبين لهم الآداب العامة ، وتوضح لهم دور الشباب المهم في صنع المستقبل وفي بناء الأوطان ، ويسمعهم مواعظ تبين ضرورة الإلتزام بالأخلاق الفاضلة وبالقيم النبيلة ؛ وتحثهم على بر الوالدين وعلى صلة الأرحام ؛ وتبين أهمية مساعدة الفقراء والمحتاج ؛ ويمكن عرض وصايا تبين للشباب بأن الحياة الدنيا هي تبادل سريع للأدورار ، فالصغير غدا” يهرم ؛ وكما تدين تدان ...
وإن لاحظ السائق بأن غالبية الركاب غلب عليهم النساء بادر لعرص الأشرطة” التي تبين دور المرأة في إعداد وتربية النشيء والأجيال ، والتي تحتوي على دروس توضح حقوق الأبناء والأزواج ، وتحث النساء والفتيات على العفة والحشمة ليحفظن أنفسهن من النفوس المريضة ومن الذئاب البشرية ... إلخ
لا يوجد سائق عمومي على علم بطبيعة ونوعية ركابه الجالسين من حوله ، فربما كان من بين ركابه من ينوي السرقة ؛ وربما جلس معه من بنوي الإجرام أو ارتكاب الفحش والمعصية ، وقد يكون بين ركابه العاق لوالديه والقاطع لرحمه والظالم لزوجته والمهمل لأبناءه ولاسرته ، وقد يكون من بين الركاب مدمن الخمرة والمفرط بالصلوات وبالعبادات ..... الخ ،
ورب كلمة طيبة منعت معصية ؛ وأعادت الرشد لعاق„ أو لقاطع الرحم ؛ ورب موعظة صادقة أوقفت جريمة ؛ ورب آية قرانية أرجعت منحرف لصوابه ولفطرته ولعقله ، ورب حديث نبوي شريف كان سببا” لتوبة منحرف وعاصي ، أو كانت سببا” لتوبة عاق„ لوالديه أو قاطع„ لرحمه أو ظالم„ لأهله ...
لذلك فدور السائقين رئيسي واذأساسي في الحياة ؛ وهو دور مكمل لدور المعلمين والتربويبن ولدور الوعاظ وأئمة المساجد ؛ ولكنه دور معطل ؛ ولو جرى تفعيله ووجه للوجهة الصحيحة للمسنا أثاره الطيبة على مجتمعاتنا ...
وأخيرا” فأمام السائقين ثلاثة خيارات وهي : إما البقاء على الدور الإعتيادي المحدد لنقل الركاب ، وإما ممارسة الدور السلبي المدمر للأخلاق وللقيم عن طريق الأغاني الرخيصة والوضيعة ؛ أما الخيار الآخر فهو ارتقاء السائق لممارسة دور الداعية والمرشد والموجه للمجتمعات ؛ بالاعتماد على الأشرطة التسجيلية الهادفة ودون أن ينطق بحرف ...
الديوان الملكي: الملك بصحة جيدة ويحتاج إلى قسط من الراحة
عمل الأعيان تناقش تدابير السلامة المهنية في مواقع العمل
الاحتلال سيوقف إمداد غزة بالمساعدات حتى إشعار آخر
مجلس الوزراء يوحد مدد رخص القيادة إلى 10 سنوات
مجلس الوزراء يقر تعديل نظام بدل خدمات المرور
ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 68,159 شهيداً
رئيس هيئة الأركان يستقبل وفداً إماراتياً
إطلاق خارطة الطريق للنقل السياحي المستدام
سطو على متحف اللوفر وسرقة مجوهرات من مجموعة نابليون
وفد أممي رفيع يزور الأردن لتعزيز التعاون التنموي
نمو تسهيلات الأفراد بالربع الثاني 2025 وعمّان تتصدر القيمة
الحوثيون يحتجزون 20 موظفاً في الأمم المتحدة
مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الغويري والخلايلة وأبو صعيليك
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية