الحج إلى الشمال
تحركت في عام 1096 طلائع جيوش الفرنجة الأولى من شمالي فرنسا، كان أغلبهم من الفلاحين الذين مضوا إلى الحرب المقدسة من دون سلاح، وساروا على غير هدى من دون مؤن، فكانوا أشبه بجموع النازحين الهاربين من تسلط الإقطاعيين كما وصفهم أمين معلوف في كتابه الحروب الصليبية كما رآها العرب؛ فقد كانت في قلوبهم لهفة الحصول على الخلاص الأبدي.
وما الذي يجعل من النزوح السوري صوب الشمال مختلفاً؟ فهم يسعون إلى الخلاص من طاغوت جاثم على صدورهم منذ الأبد بالنسبة الى أغلب السوريين إلى الأزل كما تم تلقينهم. ويبدو أن طريق الحج التاريخية إلى فلسطين باتت هي نفسها اليوم طريق السوريين إلى شمال ووسط أوروبا، ولكن الفرق أن جحافل الفرنجة عندما وصلت إلى هنغاريا وبلغاريا واليونان وضفاف نهر الدانوب بدأوا ينهبون ويسلبون البلغار والهنغار واليونان فرفعوا السيوف في وجوه الفرنجة وقاتلوهم بلا رحمة. وفي الحقيقة أن سكان وسط أوروبا قاموا بأخذ رهائن من الفرسان في الحملة الصليبية التي تلتها نحو نهاية القرن الحادي عشر كي تعبر جموع النازحين إلى الشرق من دون مشاكل تحت التهديد بقتل الرهائن اذا اساؤوا التصرف .
لذلك نعتقد أن المعاملة السيئة للسوريين في أوروبا الشرقية، وتحديدا في هنغاريا، نابعة من خوف تاريخي من النازحين المارين عبر أراضيهم، فضلاً عن أن بلادهم كانت مغلقة للأجانب المهاجرين في عصر الأنظمة الشيوعية والبوابات الحديدية فليس سهلاً عليهم اليوم الترحيب بالنازحين كما تفعل ألمانيا والنمسا والسويد والبرازيل وفنزويلا وغيرها من الدول. ولكن أسلوب الردع ما زال ضروريا من حيث اللجوء إلى عقوبات اقتصادية عربية على الدول التي تسيء معاملة السوريين.
أمّا شعوب أمريكا الجنوبية فلها تجربة جيدة مع المهاجرين من العالم العربي وتحديداً أولئك القادمين من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ومنذ أيام الحكم التركي، فليس هناك من مشكلة اجتماعية أو عوائق أمام انخراط السوريين في تلك المجتمعات التي وصل أهل بلاد الشام فيها إلى أرقى المناصب. أما الشعوب الجرمانية فقد عانت بعد الحرب العالمية الثانية من التشريد في أوروبا فباتوا اليوم يتفهمون جيداً واجبهم الإنساني بعد المعاناة العظيمة التي تعرضوا لها.
أما حال السوريين هنا في الأردن فمختلف، فالأردنيون لم يتعرضوا لهجرات قسرية في عصرهم الحديث، وبالرغم من ذلك فقد استوعب الأردن مليوني سوري بدوافع قومية انطلاقاً من الشعور بالواجب على اعتبار أننا امتداد طبيعي لسوريا الطبيعية، وهو الشعور ذاته الذي جعلنا نحتضن من قبلهم الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم. فماذا بعد؟ هل سوف تستمر هجرة السوريين إلى الشمال؟
من الطبيعي أن يتحرك السوري الموجود في الأردن أو في لبنان أو تركيا صوب الشمال إذا سنحت الفرصة له لأنه لا يمكننا مقارنة مستوى المعيشة أو مستوى الحريات المتوفرة في أي من هذه الدول مقارنة بشمال أوروبا.
وبناءً عليه فإن الغرب عليه أن يدرك أنه إذا لم يسهم في توفير الحماية الكاملة والرعاية الكافية للسوريين في بلادهم في أقرب وقت فإن عشرة ملايين سوري سوف يجدون طريقهم إلى أوروبا في غضون عام أو عامين على أكثر تقدير طالما ظل الاستهتار بأمن المواطنين قائماً على الأرض السورية وطالما ظلت قوات الدولة الإسلامية تسرح وتمرح تحت نظر قوات التحالف وطالما ظلت روسيا وإيران تزج بجيوشها الغازية في المعركة وتطمح في موطئ قدم في سوريا حتى لو لم يتبقى من سوريا سوى القرادحة!
اتفاقية تعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي لمكافحة الجريمة والإرهاب
قاضية أمريكية توقف الاعتقالات العشوائية للمهاجرين بكاليفورنيا
وفاة شاب متأثرًا بإصابته بطلق ناري إثر خلاف في الحلابات
3413 مخالفة عمل و3823 شكوى عمالية حتى أيار
أطباء بلا حدود: تجويع متعمد وسوء تغذية غير مسبوق في غزة
مصادر فسطينية: مفاوضات الدوحة بين اسرائيل وحماس مستمرة
دعوات لإعلان حالة طوارئ في أمريكا .. بسبب هذا المرض
يهودي عراقي يلاحق فرنسا .. حولت قصر عائلته لسفارة مجاناً
خامنئي يوجه رسالة تهديد للأمريكيين .. تفاصيل
هجوم دموي لمستوطنين يوقع شهيدين شمال رام الله
كم بلغ سعر الذهب في السوق المحلي السبت
موعد الترخيص المتنقل بلواء بني كنانة
موعد إنحسار الكتلة الحارة على المملكة
وقف ضخ المياه عن مناطق في المملكة .. أسماء
بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية
مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية .. أسماء
مهم من التربية بشأن تصحيح امتحانات التوجيهي
دفعة تعيينات كبيرة في وزارة التربية - أسماء
استدعاء 350 مالك شاليه بجرش لهذا السبب
مهم من الحكومة بشأن انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز
الحكومة تمنح قروضاً بلا فوائد لهذه الفئة
تفاصيل القبول الموحد في الجامعات الأردنية لعام 2025
تحذير مهم من مهرجان جرش للجمهور
الاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة أمام منزله في عمّان .. صور
مشاجرات دامية بالعاصمة خلال يوم واحد .. تفاصيل
تكفيل النائب الرياطي ومنعه من السفر
موجتا حر في تموز 2023 وحرارة تصل الى 40 درجة مئوية
ما مصير النائب المتهم بتهريب مستندات من مقر جماعة الاخوان المحظورة