هل الزواج مقبرة الحب؟

mainThumb

30-06-2008 12:00 AM

- يأتي شبان وصبايا إلى هنا لشراء باقة ورد، أو حزمة شمع، فيما العيون تلمع باللهفة..هكذا راح يحدثني بائع الزهور.

- وغير هؤلاء الشبان؟

- يعتمد..

- يعتمد على ماذا؟

- وسوى الشبان أو الرجال العاشقين أو "الخُطّاب" والنساء العاشقات، يأتي إليّ من يريد باقة ورد، كيفما اتفق بلا اهتمام، أو تنسيق أو "توصية"، فأعرف أن الهدف عيادة مريض أو مناسبة ما أو ما شابه هذا أو ذاك.

ثم أردف:جاءني مرة شاب في العشرين لا يملك إلا دينارا واحدا، ورجاني أن "أرتب" له باقة لصاحبته، فلبيتُ طلبه بحفاوة.

الزهور،إذن، والشموع أيضا تستهدفان، على الأغلب، فئة العشاق والمحبين والأصدقاء الحميمين، بغض النظر عن أعمارهم؟ سألت البائع، فيما كنت أحاول أن "أثقف" المسألة قليلا، فكان الرد بقدر كبير من الحسم: نعم.

ورحت أستحضر هذه المحادثة، بينما كنت أسائل صديقات وأصدقاء أزواجا عن آخر مرة تعاطوا فيها الورود والشموع والهدايا، فكان الجواب المشترك أنها مقتصرة فقط على أعياد الميلاد إن جرى تذكرها!

وأضحى التأمل في ثنائية الزواج والحب ملمحا يستوقفني كثيرا، ويحرضني أحيانا على الجهر بالسؤال: هل الزواج مقبرة الحب؟

بمعنى، هل الانتساب الفعلي و"التورط" في مؤسسة الأسرة يرهق كاهل المحبين ويثقل أرواحهم، ويجعل الورد، بصفته واحدا من تعبيرات الحب والشوق واللهفة، يتراجع إلى مرتبة تتدنى شيئا فشيئا إلى درجة الغياب؟

ولأن أغلبنا يدخل مؤسسة الزواج محملا بالديون والأقساط والتعب، فإن هذه المطاردة وراء تسديد الالتزامات تمتص رحيق الزهر في العروق، فتغدو كلمة: "حبيبي" أو "حبيبتي" ثقيلة على اللسان، مع ما يرافق ذلك من تولد لا يستهان بحجمه من الملل والسأم والرتابة والعادية بين الأزواج. ويتضاعف ذلك مع بزوغ شمس الأطفال وملاحقة أعبائهم وتفاصيلهم الصغيرة التي لا تنتهي.

"كيفك حبيبتي"؟ قلتها لزوجتي على الهاتف، وكان برفقتي الشاعر الصديق حبيب الزيودي، فلمحت عجبا مرتسما على ملامحه. وما أن انتهيت من المكالمة حتى عاجلني:"معقول في حدا اليوم بيحكي لمرته حبيبتي؟. وراح الحبيب يشيع الأمر بين الأصدقاء وكأنه من غرائب الأمور وخوارق الأشياء!

ولم يكن تعليق حبيب بمنأى عن حكاية سيدة على أعتاب الثلاثين كانت تدهش زميلاتها وزملاءها لغرامها الشديد بزوجها، وحديثها الموصول عن مقدار الحب بينهما رغم سني الزواج الثماني التي أثمرت ثلاثة أبناء.

وكانت النساء، وبعضهن في مثل سنها وظروفها وحالتها الاجتماعية يغبطن الزوجة العاشقة، لأن كلمة "حبيبي" ومشتقاتها لا تفارق لسانها عندما كانت تتحدث، وكثيرا ما كانت تتحدث، عن زوجها الذي يبدو أنه كان يكافئ ذلك بأحسن منه، ويربي زهور الأمل كيلا تذبلها السنون بتحدياتها ومصاعبها الجمة التي كنا، نحن معشر الزملاء، مطلين على بعض منها.

ويكون أن أغادر تلك المؤسسة إلى عمل آخر، فألتقي بعد خمس سنوات بزميل مايزال على رأس عمله في المؤسسة ذاتها. فسألته، من بين ما سألته، عن زميلتنا "الزوجة العاشقة"، فضحك.

- ومم تضحك، سألته؟

- ألم تعرف؟

- قلت لا، ماذا جرى؟

- لقد انفصلا..

- معقول؟! وكيف، ولماذا..؟

- هل تعرف أستاذ الموسيقى الذي كان يعلم ابنها على البيانو؟

- نعم

- لقد اكتشف زوجها أن لها علاقة معه منذ وقت طويل..

وبعد صمت دام?Z دقائق، قال: أنا مثلك متفاجئ ومصدوم "يا حبيبي"!

mussaben@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

من هو البابا ليون الرابع عشر الذي سيقود الفاتيكان

أكواب ورقية بطابع أثري لتعزيز سياحة رحاب

وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء يشارك في تشييع جثمان نجل إياد علاوي

ملايين الإسرائيليين يهرعون للملاجئ .. شاهد

بيان صادر عن لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية حول تقارير إعلامية مضللة

أكاديميون أردنيون يدعمون التعليم في غزة عبر التعليم عن بُعد

الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية: 35 عامًا من العمل الإنساني عالميًا

الفاتيكان يطلق اسما رسمياً للبابا الجديد

حركة سياحية نشطة في عجلون وجرش تجذب الزوار

المنتخب الوطني للملاكمة يبدأ معسكره التدريبي في تايلند

جامعة آل البيت تختتم مؤتمرًا حول الذكاء الاصطناعي والقانون

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان بعد إسقاط مسيّرات

البحرية السورية تنفذ حملة أمنية ضد مراكب تهريب البشر

آلاف الإسرائيليين يطالبون بوقف الحرب في غزة وإيجاد حل سياسي للصراع

الجنيه الإسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو اليوم