في كتابات المثقفين ..

mainThumb

12-07-2008 12:00 AM

في أحاديث الناس بشكل عام ان الأعمدة الصحفية "الثقافية" وهي تطالعك بحملها الثقافي، تقرأه من أوله لآخره، وربما تعيده اكثر من مرة فلا تجد شيئا يجدد لك الذي تعرفه..

كاتب يعرفنا على القمردين والقطايف وطبخات رمضان في شهر الصيام، متسلسلا مع ما يجري في حياة الناس اليومية، يعيده بشكل اخباري حمل..

وتنتقل لآخر فلا تجده يقدم سوى مناكفة مثقف آخر "يرجم حجارة" ويتصيد في صورة من صور الكيد، يكتب وهمه الثقافي الصعود نحو مرتبة الموظف المثقف، أحيانا يتناول أغنية جميلة لكبار المطربين.. يحللها باسقاط ما بداخله عليها ويختم بدعوة القراء الى ما قالته "فيروز" او وديع الصافي في الأغنية.. وفي البحث عن دواعي الكتابة، فلم اجد سوى صداها في نفسه لحظة نشوة تفاعل فيها مع هذا اللون من الأدب والفن الرفيع، فيما اخفق الكاتب أمامه..

في الساحة الوطنية من يجيدون الكتابة ولديهم الكثير من الأفكار وأشكال الابداع ما يجدد للثقافة حالها اذا أفسح المجال لهم، فربما لن نستطيع استيعاب الكم الموجود، لكن الواجب ان يكون هنالك متسع للجميع والبحث عن المثقفين والمبدعين هو الجواب، وهم غير عابئين بقضية الدعم "المكافأة المالية" التي يتعلل بها، ونحن كمتلقين نحتاج تجديد الموجود، بعد ان مللنا أغلبه، وان كان القائمون على اظهار الثقافة جادون وتملأ نفوسهم الثقة، فالمؤكد ان الناضج والجميل سيتولى ابعاد الهش فقط، اما ان تتسيّد المعروض أقلام تتبادل النشر وتتعاون في ما بينها فقط – فهذا هو لون الوصاية على الثقافة التي نخشاها - وبالمناسبة فهي دائمة الشكوى من عدم التفاعل مع ما تقدمه للجمهور.. هذه كتابة وثقافة لا نقرؤها، وهي حبر مسال، سودت به الصفحات ولا أحد يبالي به..

نتجول مع آخر يؤكد ان الوطن يسكنه والقرية تغمر وجدانه وذكرياتها في خاطره وأهلها في قلبه، وعندما تطلع على نتاجه فهو مليء الا من الذي يتغنى به وكل "الغير" حاضر ..

كثيرا ما تحدثت في حوارات اعلامية مع كبار المثقفين وأساتذة الجامعات عن عدم ايصال من يرون فيه بذور الابداع، فيأتي الجواب اننا في العالم العربي بعامة صحافتنا صحافة العواصم، ونخبها التي تجيد فن الاقتراب ونشر ابداع ما يهمها أمره وتضع باقي الأوراق في الأدراج فلا أم لها ترعاها لأن الضُرّة مرة..

ولا يقف الأمر عند هذا الحد فهنالك الشاعر الذي يستل القصيدة التي مضى عليها ما يزيد على ربع قرن يعيد ويبدل فيها ما يناسب الحال، وقد سئمنا من تكراره الذي اصبح الافلاس ولا غيره..

كم أسعدنا اعلان فوز وتميز رمضان الرواشدة وسناء الشعلان من القاهرة وابو ظبي، بنفس الوقت الذي ارتفع فيه الأسف لعدم الانتباه لهم من ذي قبل، فيماتبارت الأقلام تشيد بالمبدعين الكريمين وبتجربتهما.. فما دلالة ذلك وما الذي نقرأه من هذه الفوزين الكريمين؟..

أدعو لفصل المثقف عن الموظف في ادارة العمل الصحفي الثقافي والاّ سنبقى نردد كلاما بعينه نسير في رتابة معهودة، ونردد بيت زهير بن أبي سلمى المأثور – ان صح انه له كما يقول د. شوقي ضيف:

ما أرانا نقول الا معارا او معادا من لفظنا مكرورا

فماذا يقول أساتذتنا الكبار د. خالد الكركي وابراهيم العجلوني ونايف النوايسة وليلى الأطرش وسليمان القوابعة..

YMTodat@yaho.Com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد