سرقات ادبية

mainThumb

13-08-2008 12:00 AM

أول أمس الثلاثاء ، انتهت ميمعة حفل توقيع كتابي وكتاب زميلي احمد الزعبي في حضور جماهيري هائل فرحنا به واعتبرناه تكريما شعبيا للكتابة الساخرة الأردنية التي شقت طريقها بعنف رغم السكاكين والحراب والبساطير.

ليس هذا موضوعنا ، الموضوع ان ، ابن اختي يسار كرادشة ، وزير ماليتنا المشترك الذي اشرف على بيع الكتب ، ارتبك وحاول شد شعره المطلي بـ(الواكس ) فلم يستطع ، فغضب وأغلق الباب على نفسه في سيارة ما. كان محتارا بين عدد النقود التي معه ، وعدد الكتب التي نقصت ببساطة ، فقد تمت سرقة اعداد جيدة من كتبي وكتب احمد خلال فوضى الشراء والتدافع .

بين يسار الذي غضب ، وأحمد الزعبي الذي لم يأبه وكان ما يزال تحت تأثير فرحته بلقاء الجمهور ، كنت انا فرحان ومبسوطا ومسرورا لأننا - احمد وانا - قد أعدنا الاعتبار لسرقات كادت أن تختفي من مجتمعنا ..اقصد سرقة الكتب طبعا.

كم من الرائع ان تجد من يسرق كتابك ، لأسباب أغلبها الطفر وأندرها البخل او الزعرنة. الذي يسرق الكتاب مرشح لقراءته اكثر من غيره ، لأنه حصل عليه بـ(عرق جبينه) ونبضات قلبه المتسارعة خوفا من الإنكشاف.

ولماذا لا يسرق القارئ كتابا ؟؟ ما دام الكاتب - انا على الأقل - قد سرق الكثير الكثير مما هو مكتوب عبر التاريخ وانتحله ووسمه (او وصمه) باسمه ، حتى لو خسرماديا او لم يربح على الأقل ، فيكون قد ربح معنويا وسجل كتابا باسمه من نتاج عقول الآخرين وإبداعاتهم ، بعدان وضعها المنتحل الأخير (الكاتب) في بوتقة التاريخ وأعاد تدويرها وإنتاجها من جديد .

لم يعد احد يسرق كتبا منذ عقود ، وقد أعاد حفل توقيعنا الإعتبار الى حالة ثقافية مهمة نتمنى لها الإستمرار والتنامي ، مما يعني ان هناك ما يستحق ان يقرأ ، وما يستحق ان يسرق من اجل قراءته.الدستور

ghishan@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد