التلفزيون الاردني واللعب على المكشوف

mainThumb

11-08-2008 12:00 AM

تشهد الساحة الفنية الاردنية صراعا هذه الايام محوره الاعمال التي ستعرض خلال شهر رمضان المبارك على شاشة التلفزيون الاردني والسبب الاول في الصراع هو المصالح الشخصية قبل الفن والفنان والمشاهد الاردني, هذا الصراع بدأ مبكرا حول برنامج »رمضان معنا احلى« ثم انتقل بعد ذلك الى المسلسلات التي سيتم شراؤها وعرضها في شهر رمضان.. فكل منتج اردني يرغب في ان يعرض عمله في رمضان ويعتقد ان هذا حقه لانه تلفزيون وطنه ونحن معه في ذلك ولكن المشكلة ان غالبية هذه الاعمال كما هو معروف هي انتاج عربي وباموال عربية وهناك منتج منفذ اردني »متعهد بالباطن« وعلى هذا الاساس يكون القرار ليس قرارا اردنيا والجميع يتذكر قضية مسلسل »الطريق الى كابول« عندما قررت الدولة التي دفعت رأس المال وقف بث العمل واوقف فورا ونفذ التلفزيون الاردني القرار مع انه كان قد اشترى العمل واعطاه اولوية على اساس انه عمل اردني ولم يكن هناك اي قرار من الحكومة الاردنية, اضف الى ذلك ان معظم المنتجين جعلوا التلفزيون الاردني المحطة الاخيرة فبعد ان سوقوا بالخليج او فقدوا القدرة على التسويق عادوا الى التلفزيون الاردني.

ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الانتاجات الاردنية برأس مال اردني خالص وهذا العام ظهرت ظاهرة جيدة جدا وهي قدوم بعض المنتجين العرب الى الاردن والقيام بانتاج اعمال اردنية وعربية بالاردن بكوادر فنانين اردنيين وهذا شيء نفتخر به ونعتز... وجميل جدا لان كل هذا يصب في مصلحة الفن والفنان الاردني ولكن كم عمل انتج وجاهز للعرض نرى ان هناك اكثر من 14 عملا, فهل سيشتري التلفزيون كل هذه الاعمال, اضافة الى اعمال يقوم باخراجها مخرجون اردنيون ويشارك بها فنانون اردنيون?

هذا العام هناك امور استجدت على الساحة فادارة التلفزيون تغيرت وبالتالي كانت هناك تغييرات بالاولويات ووجود البدائل خاصة بوجود علاقات متشابكة بين المسؤولين بالتلفزيون واكثر من جهة منتجة وهذا ليس سرا ولا يخفى على احد.

الحقيقة الثانية وهي ان نقابة الفنانين تدخلت لتسويق وعرض الاعمال التي يشارك بها الفنانون الاردنيون, وهذا جيد ولكن لماذا لم نتدخل بالسابق, وكل ما نتمناه ان يكون التدخل لصالح الجميع ولا يفهم كأنه لجهة معينة فالجميع سواسية وينبغي ان يستمر هذا الدور.

ولكن السؤال من الذي اختار وكيف اختار خاصة ان الاعمال لم ينته تصويرها بعد الايام المقبلة ستشهد الكثير بعدما طفا على السطح, فالصراع الخفي الذي كان فقط عبر الهواتف والفاكسات وهناك خطأ فني اعلامي وقع به التلفزيون, فلا يعقل ان يقدم مسلسلين سيرة ذاتية في سهرة واحدة خاصة انه لا يقدم عددا من المسلسلات في نفس السهرة لذلك وجب التنويع في تقديم الدراما.

وكل ما نتمناه ان يقدم التلفزيون الاردني الافضل للمشاهد الاردني لكي تعود الشاشة الاردنية للمنافسة, فهذه المرة الاعين مفتوحة لان كل منتج سيدافع عن مصالحه والجميع يعرف العلاقات والمصالح المتشابكة فشركاء الامس اعداء اليوم, لذلك اصبح اللعب على المكشوف.العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد