سر الفيتامين الناقص

mainThumb

20-08-2008 12:00 AM

يوسف غيشان

يقول الخبر بأن دراسة اجراها المعهد الوطني للسكري والغدد الصماء والوراثة نصحت المواطنين بالتعرض لأشعة الشمس المباشرة لأطول فترة ممكنة من أجل الحصول على فيتامين (د) مجانا ، نظرا للنقص الكبير الذي نعاني منه من هذا النوع ، فقد اثبتت الدراسة ارقاما مفجعة من النقص .

وقد احتار المواطن بين جهات صحية حكومية تدعوه الى توخي الحيطة والحذر من التعرض لأشعة الشمس المباشرة خوفا من سرطانات الجلد وضربات الشمس ، وبين جهات تدعونا الى مواجهة الشمس بدون تلك المواد التي يروجون لها وتحمينا من تلك الأشعة.

وقد بينت الدراسة ان هذا الفيتامين يقلل من حالات تصلب الشرايين وجلطات الدماغ والقلب والإلتهابات الفيروسية والبكتيرية ومرض السل وسرطانات البروستات والأمعاء الغليظة والثدي والرئة والنخاع العظمي (لم يبق غير سرطان الضمير) كما ان نقصه يساعد على توغل السكري في اجسادنا ، ويضعف مقاوتنا للأمراض خصوصا الروماتيزم وخلافه.

اضافة الى التعرض للشمس ، فقد دعت الدراسة الى تناول الحليب ومشتقاته ولم يقولوا لنا كيف نتناوله مع هذا الإرتفاع المستمر في الاسعار الذي لم يراع انخفاض اسعار البترول....لذلك تبقى الشمس ارخص ، الا اذا وضعوا ضرائب اضافية على الذين يعترضون طريق الاشعاعات.

أوصت الدراسة بوضع فيتامين (د) في الطحين ، ولا ننسى توصيات سابقة تم تنفيذها بوضع اليوم في الماء ، وأخرى في وضع الكلور في الماء ، كما وضعوا الحديد في مادة غذائية نسيتها ، وفيتامين (ب12) في مادة اخرى.

وهكذا صرنا مثل الأطفال المرضى النفسيين الذين يرفضون تناول الدواء فيضعونه لهم في الماء والغذاء ، وربما نتحول بعد زمن الى نوع من النباتات الواعية ، فيذيبون لنا الهرمونات في الماء ، ويستنسخون منا مخلوقات متنوعة النكهات والألوان والمقاسات ، تصلح لصالونات الأغنياء ، بعد معالجتنا عن طريق التعديل الجيني.

اعترف اني لست على اطلاع علمي يؤهلني للحكم على هكذا قرارات وإضافات ، لكني اعتقد ان طبيعة غذائنا تعاني من اختلالات كبرى مع اننا نلهد المناسف احيانا ونبتلع كميات كبيرة من خبز الغماس .

وكم اخشى ان لا تجد الحكومات في المستقبل القريب وسيلة لإيصال هذه الفيتامينات والمواد الى اجسادنا لأننا لن نستطيع ، او ان نسبة كبرى من المواطنين ، لن تستطيع تناولها ، لأنها لن تجد الأكل الكافي ، ويحصل معنا مثلما حصل مع تلك الدولة الأفريقية التي تبرعت لها احدى منظمات هيئة الأمم المتحدة بشحنة عملاقة من الأدوية ، فاعادوها الى المصدر ، لأنه كان مكتوبا عليها (يتم تناول الدواء بعد الأكل). الدستور

ghishan@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد