المستعمر لن يكون إلا وحشا أو ثعلبا .. ‎

mainThumb

21-01-2016 12:20 AM

 بدعوى امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ؛ وبهذه الفرية والكذبة الأمريكية القذرة ، أطلقت أمريكيا  عام 2003م  حملتها المسعورة لغزو واحتلال العراق بعد حصاره لثلاث عشرة سنة ...

 

          وتم هذا الغزو الهمجي خارج قرارات الامم المتحدة وما يسمى بالشرعية الدولية ؛ وهو الإحتلال الذي كلف الشعب العراقي المسكين ملايين الشهداء والمعاقبن والمهجرين ، وأشعل في بلاد الرافدين  الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية ؛ وأعاد هذا البلد العربي إلى أيام داحس والغبراء وإلى أيام يزيد والحسين ...
 
        و خرجت أمريكيا من العراق مدحورة ومهزومة على يد أبطال العرب السنة البواسل ، ولكنها قررت تسليمه لايران الفارسية  : ( هدية ما من وراها جزية )  !!!  لتصمن خروجه من دائرة الصراع العربي الاسرائيلي ولتبقى النيران المجوسية اللاهبة تحرق بهذا البلد العربي إلى ما شاء ...
 
            وإلى الغرب من بلاد الرافدين استخدم النظام السوري ومليشياته الشيعية اللبنانية والإيرانية والعراقية  كل أنواع الأسلحه ومنها : السلاح الكيماوي والعنقودي في قتل وابادة شعبه المطالب بالحرية ؛ والقى براميله على الأحياء والقرى والمدن بلا رحمة ، وقاد حملة شرسة لإبادة وتركيع السوريين إلى الأبد  ...
 
       ورغم البراميل العشوائية المدمرة ورعم المجازر المستمرة ، ورغم قصف المدنيين في أكثر من مرة بالغازات السامة وبالسلاح الكيماوي ، ورغم استخدام السلاح العنقودي والفسفوري ، ورغم التجويع والقتل الجماعي العشوائي ... لم نسمع من أمريكيا الاستعمارية غير عبارات الإستنكار والإدانه وبأن أيام الأسد باتت معدودة !!! وهي الدولة التي غزت افغانستان والعراق من دون أي قرارات دولية ، بحجة البحث عن الأسلحة الكيماوية ، وبحجة الانتصار لقيم الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان المنتهكة كما كانت تدعي  ...
 
               أمريكيا والتي كانت لا تعرف إلا لغة التهديد والوعيد وتحديد المهل  الزمنية للعراق في زمان صدام حسين رأيناها تحاور بتلطف وتتمنى وتستجدي النظام الايراني والسوري ... فما هو السر يا ترى ؟
 
      ولماذا تعاملت أمريكيا الإستعمارية مع عراق صدام بوحشية وهمجية وبتفتيل للعضلات وباستعراض جنوني للقوة  ، بينما رأيناها تتعامل برفق ودبلوماسية وظلت خجولة وهادئة أمام كل هذه المجازر التي ارتكبها النظام السوري المجرم ، وارتكبتها معه مليشياته الإجرامية بحق المدنيين السوريين والتي وصلت إلى حد قصف المدنيين الأبرياء بالأسلحة الكيماوية ؟!
 
          إن الإجابة على هذا السؤال ستكون أسهل بعد الإجابة على سؤال آخر وهو : لماذا قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي المبني في عهد صدام حسين بعد ستة شهور على تشيغله ؛ ولكن اسرائيل وامريكيا والغرب تعاملوا براحة وبحنية كبيرة مع المنشئات النووية الإيرانية وحاوروا الدولة الايرانية الصفوية لعشرات السنين ؟؟؟
 
      إن تلاقت الأهداف فلا مشاكل ستطفوا على السطح مطلقا” ؛ فهذه الدول اجتمعت واتفقت على تقاسم النفوذ وتقسيم الثروات العربية ، واتفقت على تبادل الأدوار في الحملات  المستمرة والمتواصلة لقتل وتهجير ولتشريد ولمحو العرب السنة من الخريطة المرسومة لاسرائيل الكبرى   ...  وما يهم الغرب الاستعماري وما يهم اليهودهو ما يلي : هيمنة كاملة على النفط وعلى الثروات العربية ؛ وخلق ظروف مناسبة لبناء اسرائيل الكبرى ، والمحافظة على أمن اسرائيل وعلى أمن تلك الدول الاستعمارية ...
 
      فإن شعرت هذه الدول بأن نظاما عربيا معينا” أو سلاحا عربيا معينا” سيشكل تهديدا” لمنابع النفط أو تهديدا” لأمنها ولأمن الكيان الاسرائيلي ؛ فستبادر فورا” لغزوه باختلاق ذريعة أو بلا ذريعة ، وستدمر كل مخزوناته من أسلحته الدفاعية ودون سابق إنذار ...
 
          ولكن في الحالة السورية اختلف الموقف ؛ فالنظام السوري يعي الخطوط والحدود الاستعمارية المرسومة  ، وهو يسابق للهرولة في مساره المرسوم لتحقيق الأهداف الإستعمارية والاستعمارية في المتطقة ؛ فهذا النظام المجرم عندما يقتل ويهجر الشعب السوري سيحقق سريعا” كل الآمال والأمنيات اليهودية الأزلية ودون خسارة اليهود لجندي واحد ...
 
         أما ايران الطامعة باعادة الامبروطورية الفارسية بعد ركوبها لسفينة التشيع وعلى الطريقة الصفوية ، فهي تنسق مع اليهود ومع الغرب لاقتسام النفوذ والثروات في بلادنا العربية المستباحة ...
 
       لذلك فلا غرابة إن احتفظت امريكيا واسرائيل بسلبيتها المطلقة ، وإن مارست دور المراقب الفرح أو دورالمؤجج الحاقد للنيران المشتعلة ، لتحقيق مصالحها الخبيثة ، وبايدي المأجورين والحاقدين على أمتنا العربية ، وما دامت أهدافها وأهداف اسرائيل تتحقق دون ثمن فليس هناك مشكلة ولو اببد كل العرب ...
 
        النفط والأمن الاسرائيلي وأمن تلك الدول الغربية الاستعمارية هي الأهداف الأساسية لها في منطقتنا العربية ؛ وما سوى ذلك فكل شيء سيهون ؛ ولو  ابيد كل العرب بالسلاح الكيماوي والجرثومي أو حتى بالسلاح الذري ...!!!
 
  الدول الاستعمارية تتبادل الأدوار ؛ فأمريكيا التي كانت وحشا” كاسرا في العراق وفي افغانستان تحولت اليوم إلى ثعلب ، وروسيا التي كانت ولسنوات طويلة مجرد ثعلب مخادع ،  تحولت إلى  وحش كاسر في سوريا ... إنه الخداع للعقول وللعيون ؛  ولكن المستعمر الحاقد والطامع لن يكون إلا وحش أو ثعلب !   


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد