الطبقة الوسطى قراءات متناقضة

mainThumb

21-07-2008 12:00 AM

إذا كانت دراسة توزيع الدخل (الإنفاق) التي قام بها مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية تدل على أن توزيع الدخل في الأردن عادي، وليس فيه ما يلفت النظر أو يشكل مفاجـأة، فإن الدراسة لا تكون خبراً يستحق النشر، فلا بد من عنصر الإثارة الذي يجعل نتائج الدراسة تشكل هزة تستحق الانتباه.

وإذا كان الباحثون لم يعمدوا إلى الإثارة، فإن المعلقين تولوا هذه المهمة، وقدموا قراءات للنتائج تناسب رغباتهم، وفي المقدمة أن الطبقة الوسطى تتلاشى، وأن توزيع الدخل غير عادل، وأن الأغنياء يزيدون غنى والفقراء يزيدون فقراً، إلى آخر الأسطوانة التي كانوا يقولون بها قبل هذه الدراسة وسيظلون يكررونها بعدها.

إذا كان المقصود توظيف الدراسة لإثبات أن الدخل في الأردن ليس موزعاً بالتساوي بين المواطنين، فهذه بديهية معروفة ومؤكدة بدون الدراسة، ليس عندنا فقط بل في جميع بلدان العالم، بما فيها البلدان التي ما زالت اشتراكية.

الموضوع إذن هو العدالة وليس المساواة. ولها معياران الأول توزيع الحصص على فئات السكان، والثاني تحديد الاتجاه وما إذا كان مرور الزمن ينتج مزيداً من العدالة أم الظلم.

في مجال التوزيع تبين من الدراسة أن أغنى 30 بالمائة من السكان كانوا يحصلون في عام 2002 على 47ر56% وأن حصتهم هذه انخفضت في 2006 إلى 51ر55%، أي أنهم لم يزدادوا غنى.

في المقابل فإن أفقر 30% من السكان كانوا يحصلون في عام 2002 على 78ر11% من مجموع الدخل أي أكثر من ثلث المتوسط العام، وارتفعت حصتهم في 2006 إلى 13ر13%، أي أنهم لم يزدادوا فقراً، بل على العكس تحسنت حصتهم كنسبة من مجموع الدخل لقطاع العائلات.

أما الـ 40 من المواطنين في الوسط، فقد حافظوا تقريباً على حصتهم بانخفاض طفيف من 75ر31% في 2002 إلى 36ر31% في 2006، الأمر الذي يشير إلى استقرار حالة الطبقة الوسطى، وأنها تأخذ نصيبها من النمو الاقتصادي العام بالمحافظة على حصتها النسبية من كعكة الدخل الوطني.

قراءات مختلفة بل متناقضة لنفس الدراسة ونفس الأرقام حسب الأهواء./ الراي /


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد