إبشر بطول سلامة!!

mainThumb

19-08-2008 12:00 AM

بعد ان وجهت روسيا هذه اللكمة القوية الى أنف الولايات المتحدة ومرغت هيبتها في التراب وحسمت مسألة ان القوقاز وما وراءه يشكل مجالاً حيوياً لها لا يجوز الاقتراب منه وكما في السابق كذلك الآن فإن كثيرين باتوا ينتظرون كيف سيكون رد الأميركيين وأين.. هل سيكون في إطار إتحاد الدول المستقلة، التي كانت جزءاً من الإتحاد السوفياتي، أم في روسيا نفسها.. أم أين...؟!.

والملاحظ ان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي يبدو أن سعادتها باطنية بما حصل لا مثلها سعادة، قد بادرت وبسرعة وقبل ان تتضح الأمور وتنجلي الى الإعلان عن أنها تهدي الى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي قبول بلاده، جورجيا، عضواً في حلف شمالي الأطلسي.. وإبشر بطول سلامة يا مربع!!.

بالتأكيد سيحاول الأميركيون الرد على هذه اللكمة بطريقة من الطرق وبما هو أكثر من إخافة موسكو بحلف شمالي الأطلسي الذي من الثابت أنه أصبح نمراً من ورق، كما وصف ماوتسي تونغ ذات يوم الإمبريالية الأميركية.. لكن الواضح ان أي محاولة على هذا الصعيد لن يحالفها النجاح والسبب هو ان اللقمة الروسية باتت عصية على المضغ والإبتلاع وأن لحظة روسيا المريضة ولـّ?Zت الى غير رجعة ولو على المدى المنظور على الأقل.

بعد ان حصل مع جورجيا ورئيسها ميخائيل ساكشفيلي ما حصل واقتصر الرد الأميركي على التنديد والتلويح بقبضة فارغة في الهواء وإرسال وزيرة الخارجية كونداليزا رايس على جناح السرعة الى تبليسي بحقيبة ليس فيها سوى الأماني الطيبات فإنه لن يستطيع ابن إمرأة مــن دول الكومون ويلث الروسي رفع رأسه بعد اليوم إذْ ان ما جرى أفهم الذين كانوا ذات يومٍ قريب رفاق المسيرة في الإتحاد السوفياتي العظيم ان حلم الاستقلال الوردي قد تبدد وأن عهد القياصرة قد عاد ولكن وفقاً لمواصفات هذا العصر وبحلة جديدة.

لن يستطيع الأميركيون إخراج روسيا من نادي الثمانية الكبار فهي أصبحت تفرض نفسها على هذه المجموعة بحكم الأمر الواقع حيث بينما الولايات المتحدة مشتتة الجهد بين الشرق الأوسط والعراق ومضيق هرمز وأفغانستان وممر خيبر وأميركا اللاتينية بكل عقدها وتعقيداتها وإفريقيا بكل مآسيها في دارفور والصومال وموريتانيا.. وحتى في جيبوتي فإن إمبراطورية الرفيق فلاديمير بوتين تبدو رشيقة وصاعدة وتفيض خزائنها بالذهب والفضة والدولارات ويسيطر أغنياؤها على أسواق البيزنيس في أوروبا وفي أميركا نفسها وفي كل مكان.

إذا حاول الأميركيون الرد على ما حصل في جورجيا باللعب في الساحة الروسية، التي غدت عصية على الإختراق بعد هذا الذي جرى مع الشاب الديموقراطي جداً ميخائيل ساكشفيلي (يخزي العين) وذلك الذي جرى قبل ذلك في الشيشان، فإن روسيا قادرة على الرد على الصاع بصاعين في أفغانستان وفي العراق أيضاً وفي أوروبا، الشرقية والغربية، وحتى في إفريقيا وأميركا اللاتينية.

إن هذا لا يعني ان أميركا قد سقطت ولم تعد دولة كبرى أو الدولة الأكبر في العالم إنه يعني ان حسابات بدايات تسعينات القرن الماضي وبعد ذلك والى ان بزغ نجم فلاديمير بوتين وارتفعت أسعار النفط والغاز الى أرقام فلكية لم تعد تنطبق على حسابات هذه الأيام فروسيا اليوم ليست روسيا الأمس والولايات المتحدة اليوم أيضاً ليست الولايات المتحدة الأمس القريب./ الراي /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد