صحيفة السوسنة الأردنية

أصرت أن تأتي إلى مبنى "الدستور" رغم إلحاحي أن توفر مشوارها وترسل قضيتها عبر الإيميل ، أو البريد العادي ، وجاءت لتغرقني في بحر من الدموع ، فلم أكن لأتخيل أن سيدة مثقفة وكاتبة ، ومتحدثة بأكثر من لغة يمكن أن تتعرض لظروف تعيدنا إلى عصر الإماء والعبودية،

أصرت أن تروي لي حكايتها كاملة ، بعد أن قرأت مقالة "العنف ضد الرأة" المنشورة يوم 3 - 8 - 2008 قالت ودموعها تنهمر بغزارة ، ومختصرة آلاف القصص النسائية في بلادنا ، أنها تجرعت مرارة العنف بأشكاله كافة ، وهذه هي الحكاية،

1 - نقلت الى وزارة - ولنطلق عليها وزارة خدماتية - بعد خدمة مضنية جدا مع وزارة سابقة اكلت لي حقوقي بالكامل - وظننت هنا انني اعوض الفائت ولكن ،، منذ نقلت لهذه الوزارة وانا اخدم فيها حاليا ما يقارب السنوات الاربع العجاف جدا ... ولا اعرف السبب .. فكان تعييني تحت مسمى"باحثة اجتماعية" وللأسف منذ تعينت لم اقم باي بحث اجتماعي،

2 - رفعت الى رئيسة قسم ثقافي جهدت في انجاز المهمة الموكلة الي - كان عملي فرديا .. لم اأكافأ عليه بشيء حتى اجرة المواصلات منعتها - اي لم آخذها ولم يستطع حتى رؤساء الاقسام تحصيلها لي من عطوفته .

3 - في هذه الاثناء تزوجت - ظننت ان هذه المرحلة ستكون مرحلة خير علي ولكن - اخذت رجلا يربي يتيمين بقصد كسب اجر بتربيتهما - ولكن ويشهد الله ثم الجميع كم عانيت من هذا الزواج ،، فبعد اسبوع جلدني زوجي ، بالمناسبة الزوج لم يحضر لي شيئا ابدا مما هو متعارف عليه فلا مهر ولا اثاث ولا ذهب ولا شيء حضر هو وطفلاه فقط بملابسهما الرثة القذرة ،، ونقلوني بسيارة تاكسي ، وسكنا مدينة بعيدة عن عمان ، وتحملت وصبرت وبات الزوج يجلدني باستمرار (لولا الحياء لأرتني آثار الجلد على ظهرها،) ، كنت اعطي زوجي كل ما أحصل عليه قل او كثر ،، واكتشفت ان زوجي يستدين من المحلات ولا يسدد ، ثم في النهاية هرب ولم يدفع اجرة المنزل لمدة 4 اشهر وللآن - بعدما طردني بعد عدة شهور إقامة في ظروف مريعة مليئة بالمرارة كي ابقي على بيتي - او ما يدعى انه بيت ،،، طردني الساعة الواحدة والنصف ليلا من بيتي في تلك المدينة البعيدة جدا عن عمان ،، ولم أكن املك شيئا ، حتى اسمي بدفتر العائلة رفض وضعه ، ومنذ تلك اللحظة وانا اركض -عبر القضاء - وراء حقي - او ما اظن انه حق لي ، اثاثي اخذته صاحبة البيت بعد هروب زوجي من البيت بحجة ان زوجي لم يدفع الاجرة ، وانا لست طرفا في عقد الايجار والجميع يعرف اني صاحبة الاثاث وزوجي لم يحضر لي شيئا ،،

4 - عطلني زوجي عن وظيفتي الحكومية شهرين وفهمت قصده لاحقا حتى اخسر الوظيفة وابقى لعياله خادمة كما قال ، وهذه القضية مسكها علي مديري ممسكا - كما يقولون من ايدي الي بتوجعني - فكلما طالبت بحقي ووسطت وجوه الخير بات يقول لهم عن مشكلتي مع زوجي وعياله وحتى جلسات المحكمة كنت بصعوبة جدا انالها ، وبالأمس القريب هاتف اخي عطوفته كي احضر جلسة المحكمة لأكتشف في اليوم التالي "خصم يومين" بسبب غيابي ،،

5 - وبالنسبة لوظيفتي وبموازاة معايشتي لظروفي الصعبة في الزواج .. فقد سحبت مني فجاة رئاسة القسم ونقلت الى منطقة بعيدة جدا بالنسبة لي ،، وادهشني التوقيت ،، وادهشني ما بنيته كيف ينهدم هكذا؟،، وامام اصرار عطوفته تم رمي القسم بكل معنى الكلمة وهذا هو الطرد الثاني في حياتي ضمن زمن قياسي ،،،

6 - ذهبت لمسؤول مديري فرفض استقبالي ولما قلت له انني بصدد مخاطبة مسؤولين أعلى منه اعادني على مضض .

7 - انا الان بالوظيفة ، ومنذ اعادتي لوظيفتي لم اعمل شيئا سوى الحضور فقط والافطار والمغادرة ،،

8 - لم اعد املك شيئا يمكنني من تسديد ديوني جراء الزواج ، ولهذا أوقف البنك راتبي .

9 - والان مديري يرسل لي انذارات لسبب التاخير ،، والبنك ارسل لي انه بحاجة ل 5 دنانير فوق راتبي ، وانا لا املك - حتى ثمن علاجي من ألأمراض التي أصابتني جراء هذه الظروف ، عائلتي تذمرت مني وعافتني ولا تقف معي ،، اين اذهب .. لا شيء لدي: بعد وظيفة على وشك أن أخسرها بعد خدمة استمرت 19 سنة ، واذى متواصل ، وبنك يطالبني وزوج طردني وعائلة تعوفني اين اذهب،؟

حينما فرغت أختنا من رواية قصتها ، غامت الدنيا في عيوني ، ولم أستطع أن أعلق بكلمة ، إلا: ربنا يفرجها ، هل لدى أحد من القراء أي إجابة على تساؤل أختنا؟.دستورال