حتى لا يضيع "الاقصى" تحت الولاية الاردنية

mainThumb

23-08-2008 12:00 AM

فهد الخيطان

توسيع دائرة المشاركة العربية والاسلامية في الاشراف على المقدسات

تمضي اسرائيل في مخططاتها الرامية للاستيلاء على المسجد الاقصى وتغيير ملامحه عبر مشاريع الانفاق والجسور, وهدم المعالم الاسلامية المحيطة بموقعه وتواصل اعمال الحفريات من الجهات الاربع لتقويض اساسات المسجد والهدف الاساسي من وراء ذلك كله اختلاق ما يسمى بالوجود اليهودي في موقع المسجد.

الجهود العربية والاردنية التي بذلت لوقف المخطط الاسرائيلي باءت بالفشل. في بعض الاحيان كانت اسرائيل تضطر لوقف اعمال الحفريات او ابطاء وتيرتها تحت ضغوط الرأي العام واطراف عربية ودولية لكن سرعان ما تعود بوتيرة اسرع.

في الايام الاخيرة نشب خلاف بين الاردن واسرائيل حول حفريات باب المغاربة وتفسير قرارات لجنة التراث العالمي في منطقة »اليونسكو«.

الاردن يؤكد ان قرار اليونسكو الاخير يلزم اسرائيل بوقف اجراءاتها في باب المغاربة وعدم القيام باي اجراء احادي الجانب يمس وضع القدس الشرقية بوصفها مدينة محتلة. اسرائيل من جهتها تواصل المراوغة وتدعي ان ما تقوم به مجرد اعمال فنية »لانشاء جسر ثابت بالتعاون مع اليونسكو والتنسيق مع الاردن« هذا الامر نفاه الاردن بشدة واستدعى السفير الاسرائيلي في عمان لابلاغه احتجاج الاردن رسميا على ما يجري في باب المغاربة.

الاردن يحمل مسؤولية قانونية واخلاقية تجاه المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ونصت المعاهدة الاردنية الاسرائيلية على دور اردني خاص في الاشراف على تلك المقدسات وبموجب هذا الدور يتولى الاردن رعاية »الاقصى« وينفق على اعمال صيانته عبر لجنة الاعمار وما زالت بعثة الاوقاف الاسلامية في القدس ترتبط وظيفيا واداريا بوزارة الاوقاف الاردنية.

الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها الاردن في تحركاته لوقف الحفريات الاسرائيلية هي الدبلوماسية وهو يبذل جهودا واضحة في هذا المضمار, لكن تاريخ العلاقة مع اسرائيل اثبت ان الخيار الدبلوماسي عاجز عن التصدي لسياسة الجرافات التي تلتهم الاراضي الفلسطينية وتهود الاقصى من خلال آلية الابتلاع التدريجي لمعالمه. وفي ضوء الوضع العربي والاسلامي المنهار ما من شيء يمنع اسرائيل عن مواصلة مخططاتها وصولا الى هدم المسجد الاقصى لا قدر الله. اخشى ان وصلنا الى هذه المرحلة ان يخرج علينا من يقول ان »الاقصى« ضاع وهو تحت الولاية الاردنية مثلما ضاعت القدس وهي تحت حكمه.

نتفهم دوافع الاردن للتمسك بالمسؤولية عن الاماكن المقدسة في القدس ما دام الاحتلال قائما والدولة الفلسطينية غير قائمة بعد, لكن الخطر القادم على القدس ومقدساتها فوق طاقة الاردن وامكانياته وينبغي ان لا نستمر في حمل مسؤولية اكبر من قدرتنا. هذه ليست دعوة للتخلي عن دور الرعاية للمقدسات وانما مدخل لوضع الاطراف العربية والاسلامية كافة امام مسؤولياتهم. فاذا كانت الحضانة الاردنية وحدها غير قادرة على حماية الاقصى لاسباب موضوعية ينبغي التفكير بتوسيع قاعدة الرعاية لتشمل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وقد يساعد هذا الامر في تعظيم الضغوط على اسرائيل اكثر لاجبارها على وقف مخططاتها العدوانية وتستطيع دول مثل السعودية والمغرب وتركيا واندونيسيا التي تجمعها علاقات قوية مع امريكا ان تلعب دورا مهما في هذا الشأن.

توسيع دائرة الرعاية للمقدسات خطوة ينبغي ان يطالب بها الاردن لانقاذ الاقصى من المخططات الاسرائيلية حتى لا يحمل وحده النتائج في المستقبل.0العرب اليوم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد