المخفيُّ أعظم !!

mainThumb

24-08-2008 12:00 AM

                صالح القلاب

هناك تقديرات، تتجاوز مجرد الإحساس والشعور ولو قليلاً، بأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي يلفها الغموض البنّ?Zاء قطعت شوطاً بعيداً على طريق الحل وأن الشهور المتبقية حتى نهاية هذا العام ستشهد إنجازاً حقيقياً سيتمثل إن ليس في إعلان قيام الدولة المستقلة فبالإتفاق على الإطار العام لهذه الدولة وبأدق التفاصيل وبترك الإجراءات التنفيذية المتبقية للإدارة الأميركية الجديدة التي ستسفر عنها الإنتخابات الرئاسية المقبلة.

وحسب هذه التقديرات فإن زف البشرى للفلسطينيين والعرب والعالم وللإسرائيليين أيضاً سيكون خلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة المقبل والذي سيحضره، مودعاً، الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش الذي كان من المفترض ان يعلن عن ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في اجتماع هذه الجمعية في أيلول (سبتمبر) العام 2001 لكن كارثة الهجوم الإرهابي على نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من هذا الشهر نفسه حالت دون ذلك وقلبت العالم كله رأساً على عقب.

حتى العرب الذين من المفترض ان لهم إطلالة دائمة على مجريات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يشعرون بأن هناك أشياءً تتم دون علمهم.. وهذا يذكر باتفاقيات أوسلو العام 1993 التي فاجأت ليس معظم قيادات فتح ومنظمة التحرير فقط بل أيضاً دولاً عربية، ليس من بينها مصر، ترى أنها بحكم عوامل كثيرة يجب ان تكون متابعة لأي تطور بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبخاصة وأن هناك قضايا مشتركة كثيرة بالنسبة للحل المنشود من بينها اللاجئين والنازحين والحدود.. وأيضاً القدس.

لاشك في ان هناك شيئاً يتم بعيداً عن الأضواء ولاشك في ان الكثير من التصريحات المتشائمة التي يتواصل إطلاقها، إن من الجانب الفلسطيني أو من الجانب الإسرائيلي، هدفها إبعاد الأضواء عن حقيقة ما يجري ويبدو ان هذا تقف خلفه ليس نصائح بل توجيهات أميركية وعلى أساس ان الإعلام المنفلت من عقاله قد يفسد هذه الطبخة كما أفسد طبخات كثيرة إن هنا في هذه المنطقة أو في الكثير من البؤر العالمية المتوترة.

لقد توالت في الشهور الأخيرة عمليات إطلاق بالونات الإختبار إن من قبل الفلسطينيين وإن من قبل الإسرائيليين ويمكن تحت هذا البند إدراج تصريحات شيخ مفاوضي منظمة التحرير والسلطة الوطنية أحمد قريع (أبو علاء) التي أهمها رفع بيرق حل الدولة الواحدة، الإسرائيلية الفلسطينية الثنائية القومية، والمشروع الذي أطلقه أيهود أولميرت والذي قيل أنه تضمن ست نقاط وأنه أعطى لمحمود عباس (أبومازن) ما نسبته ثلاثة وتسعين في المائة من الضفة الغربية جرى رفعها لاحقاً الى ستة وتسعين في المائة مع تبادل ما تبقى من مناطق الإستيطان المكثف بأراضٍ مجاورة لقطاع غزة في إتجاه النقب.

والواضح حسب هذه التقديرات ان الأميركيين، لضمان إنجاح هذا الإنجاز الذي تم التوصل إليه خلف أبواب مغلقة، يضعون ثقلهم لجهة عدم إجراء انتخابات إسرائيلية جديدة والمحافظة على الإئتلاف القائم الآن بين حزبي كاديما و العمل وتسهيل الاتفاق بين هذين الحزبين على تشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة أولميرت إما برئاسة تسيبي ليفني أو برئاسة الجنرال أيهود باراك.

إن هناك شيئاً يجري وراء الأبواب المغلقة ويبدو أن المخفي أعظم وإنه عندما يواصل جورج بوش التأكيد على ان حل الدولة المستقلة المنشودة سيتم خلال الشهور المتبقية حتى نهاية هذا العام، أي خلال الشهور المتبقية من ولايته، فيجب ان يؤخذ هذا على محمل الجد وذلك رغم ان الصورة التي تركها هذا الرئيس الأميركي خلال سنوات ولايتيه، الأولى والثانية، هي أنه يهرف بما لا يعرف وهي أنه حتى بالنسبة للقضايا الكونية المستعصية يعتمد على الخيال وعلى التصورات العُصابية أكثر من اعتماده على الواقع وعلى حقائق الأمور!!.  / الراي /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد