خذوا حذركم يا عرب .. ‎

mainThumb

21-02-2016 11:24 AM

 تسارعت الأحداث في زماننا المضطرب ، واختلطت الأمور وتعارضت الأراء وتوارت الحقائق عن العيون ؛ وضلل العوام وبات الحليم حيرانا ...
 
       وساعد الضخ الإعلامي المليء بالأكاذيب على خلط الحقائق وقلبها ، وهدفهم من هذا الخلط والقلب للحقائق يتلخص في الإبقاء على هذه الأمة خاضعة للوصاية الإستعمارية للأبد ؛ اعتمادا على الأقلام المأجورة وعلى الفصائيات المسمومة وعلى المواقع الإعلامية المشبوهة ؛ ونجح هؤلاء وإلى حد„ كبير في مساعيهم بعد تغيبهم للصحافة الحرة الشريفة ، وبعد محاربتهم المستمرة لوسائل الإعلام الصادقة والنبيلة ...
 
          وكان للأيادي المتلاعبة والموجهة للإحداث العربية والعالمية ، دورها الرئيسي في التموية على العيون وفي طمس الحقائق عن عيون الناس ؛ بعد تأجيجهم لنار الفتنة وتلاعبهم بمسار الأحداث في السر والعلن تحقيقا” لغاياتهم ومصالحهم المشبوهة والقذرة ، واستندوا في مساعيهم على الكذب والتضليل  وعلى الحثالات البشرية وعلى الوصوليين والمرتزقة ...
 
          
 
لذا فأغلب ما نقرأه وما نسمعه ونشاهده ؛ لن يخلو من الحشو  ومن المغالطات المكذوبة  ؛ ارضاء” لهذا الجانب ومجاملة لذاك ؛ لذا وجب علينا اخضاع كل ما نقرأه وما نشاهده ونسمعه للعقل وللتدقيق والتمحيص  ، ويجب أن لا يتعدى في أذهاننا درجة الافتراصات القابلة للنقد والتدقيق  ...
 
                إن اختلاف الناس في نظرتهم للأمور وللأحداث أمر عادي وطبيعي ؛ وكل إنسان يركز على جوانب معينة من هذا الحدث ؛ ولكن الإنسان السوي يرصد هذا الحدث من كل زاواياه ومن كل جوانبه أثناء سعيه لبلوغ الحقيقة ؛ ويمكن الإستعانة بعيون وأراء وتحليلات الآخرين  ، ولكن يجب علينا الحذر والتحليل  ؛  فكثير من العيون ليست صادقة ، وكثير من الأقلام  مأجورة ومدفوعة الثمن ، وكثير من التحليلات مضللة وملفقة وكاذبة ،  وكثير من الوسائل الإعلامية لديها غاياتها المشبوهة  ... وتجتهد دائما” لطمس الحقيقة حتى وإن تعارصت مع مصالحها ومع أهداف داعميها ومموليها  ...
 
       فالمؤثرات الإعلامية في هذا الزمان هائلة جدا” ؛ وأغلب التحليلات والآراء المطروحة أصبحت متباينة ومتباعدة ومتعاكسة ...  وهذا التناقض الكبير كان له انعكاساته الكبيرة على عقول وآفكار الناس ؛ فبرنامج الإتجاه المعاكس المبثوث في قناة الجزيرة ، لم يعد مقتصرا على تلك القناة فقط ، فنحن نشاهده واقعا” يوميا” في حياتنا  : ( تراه في بيوتتا وفي طرقاتنا وحافلاتنا وأسواقنا وفي الجلسات العامة والخاصة  ... ) والسبب يعود للإنتشار الهائل في الوسائل الإعلامية والتي تتضارب في أهدافها وتتباعد في أهوائها  ...
 
        كما كان لتسارع الأحدات الجارية دوره الأكبر فيما وصلنا اليه من تصادم في الرأي حول الأحداث المحلية والعربية والعالمية ؛ وهذا الإصدام سيتحول إلى معضلة كبيرة ومصيبة  ؛ إذا جمد الإنسان أفكاره وربط كل آراءه بعالم دين معين أو بكاتب محدد أو بمحطة فضائية بعينها  ؛ فانطلق بعدها مرددا” خلفهم كما الببغاوات ، بعد أن تشرب أقوالهم وارؤهم وكأنها مسلمات لا تقبل التشكيك ولا المجادلة والمحاورة ...
 
           الحملة الإعلامية على هذه الأمة بلغت أوجها  ، ولم يقتصر خطرها على الغوغاء والعامة ولكنها طالت حملة الشهادات أيصا” ، فوقعوا كلهم فريسة لهذه الحملات الإعلامية المشبوهة والهادفة لنشر بذور الفتنة ولإطالة أمد النزاعات الجارية تمهيدا امشاري التقسيم والتفتيت لهذه الأمة ؛ فخذوا حذركم ؛ يا مسلمين ؛ من حقدهم وافتراءتهم ؛ لكي لا تخسروا دينكم ... خذوا حذركم ؛ يا عرب ؛ من زورهم وكذبهم ؛ لكي لا تدمروا أوطانكم وأوطان آباءكم ولكي لا تخسروا حاضركم ومستقبلكم  ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد