حماس في أول «اختبار قيادة» لها .. لا بديل عن النصر

mainThumb

29-12-2008 12:00 AM

لأول مرة منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، يخوض الشعب الفلسطيني حربا مفتوحة من دون ياسر عرفات ، وبقيادة سياسية مختلفة ، ففي جميع المرات السابقة ، كانت فتح والمنظمة هما القيادة ، أما هذه المرة فراية القيادة تنعقد لحماس والكلمة الفصل تعود لقادتها ، لا لأن العدوان يستهدفها فحسب ، بل ولأنه يدور على رقعة من الأرض الفلسطينية تحت سيطرة الحركة الكاملة ، وسيكون متاحا لكل العالم مراقبة أداء الحركة في أول وأهم اختبار لها ، كما سيكون متاحا لكل من شاء ورغب ، إجراء المقارنات والمقاربات والمقايسات.

حماس تواجه حربا شاملة كما وصفها إيهود باراك ، وفي شروط سياسية غير مواتية عموما ، وغالبا ما كان الشعب الفلسطيني يخوض معاركه وحروبه في شروط غير مواتية ، لا سيما حين يتعلق الأمر بـ"الشرط العربي" ، وستكون الحركة مضطرة لاتخاذ مواقف صعبة ومؤلمة ، إن سياسيا أو ميدانيا ، وسيترتب على هذه القرارات التي غالبا ما كان يتخذها الراحل الكبير ياسر عرفات ، أكلاف وتبعات وتداعيات ، لا تطال الحركة وحدها بل مجمل الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته الوطنية.

ولست أبالغ إن قلت ، أن مصير حماس ومستقبلها متوقفان على كيفية إدارتها لهذه المعركة ، إذ وبقدر ما يمكن أن تدشن هذه المعركة مرحلة قيادة حماس للحركة الوطنية الفلسطينية ، ونهاية الحقبة التي تولت بها فتح هذه القيادة ، بقدر ما قد تكون النتيجة إيذانا بانسحاب حماس من المشهد الفلسطيني وبداية نهاية نفوذها وشعبيتها.

ولست أبالغ أيضا أن قلت ، أن نصر حماس أو هزيمتها في هذه الجولة الدامية من المواجهة ، هو نصر لفلسطين أو هزيمة لها ، ومخطئ من يظن أن انتهاء "حرب غزة" بهزيمة حماس ، يمكن أن يفتح أفقا جديدا للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ، ووحدهم الفئويون والحاقدون والمتآمرون ، من يتمنون الهزيمة للحركة في هذه المواجهة ، أقول ذلك وأنا لست حمساويا ولا أنتمي للخط السياسي والفكري لهذا الحركة.

الشجاعة صبر ساعة ، والنصر أيضا صبر ساعة ، ونريد لحماس وشعبها في غزة ، ولكل فصائل المقاومة هناك ، أن تصبر وتصمد في معركة عض الأصابع التي فرضت عليها بضراوة ووحشية من الجانب الإسرائيلي ، ونريد لهذه الجولة أن تنتهي بغير ما تشتهي سفن العدوان والمتواطئين مع مراميه والعارفين برزنامته ، الذين ما توقفوا على توفير "المهل الزمنية" له لكي يحقق مراميه القذرة ، إن بالمماطلة في قبول الدعوة للقمة الطارئة أو بالانضمام للجوقة الإسرائيلية التي تلقي باللائمة على حماس والفصائل في خرق التهدئة ووقف العمل بمقتضياتها.

جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية ، حتى المتواطئ منها والمتآمر ، يريد "استعادة الهدوء والتهدئة" ، بمن في ذلك حكومة القتلة أولمرت - باراك - ليفني ، ولكن شتان بين "تهدئة" هي الرديف للإذعان والاستسلام ورفع الرايات البيضاء ، و"تهدئة" هي بداية نهاية نفق العقوبات والحصار والتجويع المظلم الذي وجد القطاع نفسه فيه منذ عامين أو أزيد قليلا.

نريد استعادة التهدئة ، ووقف العدوان والقتل والتدمير ، ولكننا نريد هذا وتلك مجردين من الإملاءات الإسرائيلية المذلة ، ومن محاولات "التوظيف" القذرة التي تجري اليوم ، إن لحسابات "الدواخل" العربية في هذه العاصمة أو تلك ، أو لـ"شبق" بالسلطة عن بعض أوساط السلطة في رام الله.

هي حرب فرضت على الشعب الفلسطيني ، ولأول مرة تحت قيادة حماس (لا بأس) ، ولكن من أجل المصالح العليا للشعب الفلسطيني ، يجب إسقاط مرامي العدوان ، وتوفير كل شروط الظفر بهذه الجولة ، ولتذهب إلى الجحيم ، جميع الحسابات الصغيرة والفئوية والسلطوية التي أملت وتملي على المتواطئين والضالعين في الحرب على غزة ، الانحياز للعدوان والتخندق في معسكر واحد مع باراك وليفني وأولمرت.الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد