2008 نقطة تحول تاريخية

mainThumb

29-12-2008 12:00 AM

توشك شمس 2008 أن تغرب ، ولكن ليس قبل أن تنجز انتقال العالم خلالها من حال إلى حال ، فهي بمختلف المقاييس نقطة تحول تاريخية تجعل فوكوياما صاحب نظرية نهاية التاريخ يبلع ريقه!.

شهدت 2008 انحسار السطوة الأميركية التي تكرست وانفردت بسقوط المعسكر الاشتراكي ، وتحول نظام القطب الواحد الذي لم يعمر أكثر من 20 عاماً إلى نظام تعدد الأقطاب. السؤال الآن: كيف ستنكمش أميركا وتضطر للانسحاب من العراق ثم أفغانستان بأقل قدر من فقدان ماء الوجه.

2008 شهدت انحسار قوة الدولار الذي كان لمدة 60 عاماً عملة الاحتياط الدولية ومقياساً لقيمة العملات الأخرى ، فقد عاد الدولار ليصبح إحدى العملات. والاقتصاد الأميركي الذي كان يشكل ربع اقتصاد العالم في طريقه للهبوط إلى مرتبة ؟خمس ثم ؟سدس الاقتصاد العالمي ، فأميركا تعاني من الشيخوخة والهبوط في حين تصعد باقي دول العالم ، وخاصة الصين والهند والبرازيل ، إلى جانب أوروبا واليابان.

في نصفها الأول شهدت 2008 صعود البترول إلى مستوى يقترب من 150 دولارا للبرميل وتوقع المحللون أن يصل سعر البرميل إلى 200 دولار. أما النصف الثاني من السنة فقد شهد هبوط سعر برميل البترول ليقترب من 40 دولاراً ، ولا يستبعد المحللون أن ينخفض إلى مستوى 25 دولاراً. من كان ينتظر أن يحدث هذا كله في بحر سنة واحدة.

كان الاقتصاد العالمي ينمو بعدل يناهز 5% سنوياً ليهبط الآن إلى 2% فقط ، ويسجل تراجعاً سالباً في أميركا وأوروبا ، حيث يتحول الرواج إلى ركود يهدد بالتحول إلى كساد. والعاطلون عن العمل في أميركا يزدادون بمعدل نصف مليون عامل شهرياً لتسجل البطالة أعلى مستوى لها في ربع قرن. أما الشعب الأميركي فقد استدان واستهلك دخله لسنتين قادمتين ليصل إلى طريق مسدود ويتوقف عن تسديد ديونه.

2008 سنة شمسية مكونة من 12 شهراً ، ولكن التحولات التي شهدتها تختزل ما كان يحتاج إلى عقود لدرجة تجعل المراقب يصاب بالدوار.

إذا لم يكن هذا كافياً فإن عام 2009 ينذر بأن يكون أسوأ ، فالعاصفة التي انطلقت من وول ستريت لتلف العالم ما زالت في أولها.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد