الاردن وقمة الدوحة .. المصلحة في المشاركة

mainThumb

14-01-2009 12:00 AM

توجه رسمي للمشاركة في حالة توفر النصاب اللازم لانعقادها

 

ظل الموقف الاردني من قمة الدوحة غامضاً حتى ساعات المساء بانتظار ما ستفسر عنه نتائج الاتصالات الدبلوماسية مع الاطراف المعنية.

من حيث المبدأ يؤكد المسؤولون ان الاردن سيشارك في القمة في حالة توفر النصاب اللازم لانعقادها, لكن مستوى المشاركة لم يتحدد بعد.

لا يستعبد المراقبون وجود ضغوط على الاردن من دول مقاطعة مثل مصر والسعودية لدفعه الى عدم المشاركة او تخفيض مستوى التمثيل كما حصل في قمة دمشق, لكن المصادر الرسمية تؤكد ان الاردن سيتخذ الموقف الذي تمليه مصالحه من دون ان تتأثر علاقاته مع الاطراف العربية كافة, ويحاول عبر اتصالات مكثفة مع الرياض والدوحة والقاهرة تجاوز الخلافات القائمة لانجاح اي قمة عربية.

في الاوساط السياسية هناك قناعة بأن مصلحة الاردن هي في المشاركة في اي عمل عربي مشترك خاصة اذا كان على مستوى القمة. فالاردن معني بالقضية الفلسطينية بدرجة لا تقل عن القيادة الفلسطينية التي اعلنت مشاركتها في قمة الدوحة ولا يمكنه التخلف عن اي لقاء عربي او دولي مكرس لهذه القضية.

اما المقترح المصري السعودي بعقد لقاء تشاوري على هامش قمة الكويت الاقتصادية منتصف الاسبوع المقبل فهو رأي ينطوي على تسويف ومماطلة لا مبرر لهما لأن العدوان الدامي على غزة كان يستعدي عقد قمة عربية طارئة منذ ايامه الاولى. ولا يمكن للمبادرة المصرية المتعثرة ان تكون في اي حالة من الحالات بديلاً عن موقف عربي موحد يواجه العدوان الاسرائيلي ويضع خطة للتحرك لمرحلة ما بعد غزة.

وبالنسبة لنا في الاردن فمن غير المناسب ان تخضع مواقفنا دائما لحسابات الرياض والقاهرة, ولسنا معنيين في هذه الظروف التي يتعرض فيها الموقف المصري لأشد حملات النقد ان نختصر المسافة الفاصلة بين موقف البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.

كما ان مشاركة الاردن في قمة لا يمكن اعتبارها خطوة موجهة ضد الحلفاء المعتدلين لأن دول اعتدال كثيرة قررت المشاركة.

ان توسيع قاعدة الدول المقاطعة هو الذي يؤدي الى تكريس الانقسام العربي وليس العكس.

ويتعين على الدول العربية وهي تقلب موافقها من المشاركة او المقاطعة ان تضع في حساباتها مواقف شعوبها التواقة لسماع موقف عربي موحد وقوي في مواجهة العدوان. وستواجه الدول المقاطعة نقمة في الشارع العربي. والاردن الذي نجح في ايجاد تناغم وانسجام بين الموقفين الرسمي والشعبي لا يمكنه التفريط بهذا الانجاز لمجاملة الاخرين.

لا يتوقع احد من قمة الدوحة ان تعلن الحرب على اسرائيل او ان تضغط على دول مثل الاردن او مصر لقطع علاقاتها مع اسرائيل فالدولة المستضيفة لها علاقات ايضا مع تل ابيب.

فما بين الاستسلام للواقع الحالي واعلان الحرب الف وسيلة يمكن اللجوء اليها للوقوف في وجه العربدة الاسرائيلية. وثمة اوراق كثيرة يكفي التلويح بها لنعيد الاعتبار لدورنا كعرب.

وبعد ايام ستتسلم ادارة جديدة مقاليد الحكم في امريكا وستكون القمة العربية مناسبة لتوجيه رسالة عربية الى الرئيس اوباما تتضمن موقفا صريحا ومباشرا لما ينبغي فعله لانجاز سلام عادل وشامل في المنطقة. في اللحظات المصيرية ينبغي تجاوز الحسابات الصغيرة والتفكير بالمصالح الكبرى مهما كانت الخسائر على المدى القصير.العرب اليوم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد