انذار دبلوماسي لاسرائيل ورسالة تهدئة للشارع

mainThumb

05-01-2009 12:00 AM

تصريحات الذهبي في البرلمان اكدت ان لدى الاردن هامشاً واسعاً للمناورة

الترحيب الشعبي بتصريحات رئيس الوزراء حول امكانية اتخاذ اجراءات دبلوماسية ضد اسرائيل لا يلغي الحاجة الى الوقوف على دلالات الموقف الاردني والخطوات المحتملة على هذا الصعيد.

سياسياً يمكن وصف تصريح الذهبي بانه انذار دبلوماسي الى اسرائيل يتزامن مع تصاعد العدوان الوحشي على قطاع غزة.

ويأتي هذا الانذار في سياق موقف رسمي ادان العدوان منذ البداية ورفع من وتيرة التنديد به مع كل خطوة تصعيدية من الطرف الاسرائيلي. وتعكس تصريحات الملك عبدالله الثاني هذا الموقف بوضوح لا يحتمل التأويل.

تصريحات رئيس الوزراء امام النواب جاءت بعد اجتماع لمجلس السياسات الوطني ترأسه الملك خصص لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي والمرجح ان ما اعلنه الذهبي في البرلمان كان محصلة لتوافق الاراء في الاجتماع الذي حضره رئيسا مجلسي الاعيان والنواب.

الرسالة الثانية التي يحملها موقف الحكومة موجهة الى الرأي العام الاردني الغاضب من العدوان والذي يضغط على الحكومة لاتخاذ اجراءات بحق اسرائيل تتمثل بقطع العلاقات معها وطرد السفير الاسرائيلي وسحب »الاردني«.

اعلان الذهبي جاء محاولة لامتصاص الضغط الشعبي, وتهدئة النفوس الغاضبة, وهو في الوقت ذاته تعبير عن توفر ارادة رسمية باتخاذ اجراء دبلوماسي ضد اسرائيل في حال واصلت عدوانها على غزة.

الاجراء المتوقع في هذا الصدد هو سحب السفير الاردني في اسرائيل وهو بالمناسبة يقضي اجازة مفتوحة في عمان منذ اسبوع يرجح ان تمتد لفترة اطول, وتستطيع الحكومة ان تعلن في اي لحظة انها قررت استدعاء السفير علي العايد للتشاور كخطوة احتجاجية.

لكن سحب السفير من تل ابيب يبقى خطوة منقوصة من وجهة نظر المعارضة اذا لم يترافق مع طرد السفير الاسرائيلي في عمان. خطوة كهذه تبدو مستبعدة تماماً في هذه المرحلة لانها ترتقي الى مستوى قطع العلاقات الدبلوماسية, وهذا القرار يخضع لحسابات معقدة لا يمكن للاردن ان يقدم عليه من دون غطاء عربي وبالتزامن مع خطوة مصرية مماثلة ليس وارداً ان تتخذها القاهرة.

يراهن الاردن من وراء المناورة السياسية بمسألة العلاقات الدبلوماسية على صدور قرار ملزم من مجلس الامن بوقف فوري لاطلاق النار يجنبه اتخاذ اجراءات دبلوماسية منفردة تجاه اسرائيل.

اهمية اعلان الذهبي تكمن في ان الاردن قادر اذا ما اراد ان يتحرر من قيود المعاهدة مع اسرائيل واتخاذ المواقف السياسية التي تنسجم مع مصالحه الوطنية من دون ان يعرض علاقاته وتحالفاته الدولية للضرر.

وقد اكد الاردن في مواقفه الرسمية والشعبية من العدوان على غزة ان هناك هامشاً واسعاً يمكن التحرك فيه بحرية من دون ان نسمح للمعاهدة مع اسرائيل ان تعطله.

ولا يقتصر الامر على الحكومة وحدها, فعلى القطاع الخاص ان يقوم بواجبه في هدم جسور التطبيع التجاري والاقتصادي مع اسرائيل. غرفة صناعة عمان اتخذت موقفاً مشرفاً من العدوان فإلى جانب اعلانها وفعاليات تجارية اخرى عن حملات لجمع التبرعات لغزة طالبت الغرفة اعضاءها من خلال اعلان نشر بالصحف المحلية بوقف اشكال التبادل الاقتصادي كافة مع العدو الاسرائيلي, وهذه مسألة بالغة الاهمية لان ارقام السنة الماضية تظهر وبكل اسف ان هناك زيادة ملحوظة في التبادل التجاري مع اسرائيل.0العرب اليوم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد