الحزم والحلم صفتان بارزتان في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي ورثها عن ابيه المغفور له الملك عبد العزيز رحمه الله. الملك سلمان أعاد للعرب كرامتهم وقيمتهم وكيانهم، من خلال تصديه للمد الصفوي والنصيري، وإنقاذه اليمن من براثن الحوثيين وغراب البين الرئيس المخلوع الذي دمر بلاده شر دمار.
واستطاع الملك سلمان وابنه الأمير محمد بن سلمان من كسر طوق العبودي الذي اعتاده الحكام في العالم العربي من التبعية للاستعمار وامريكا والصهيونية والماسونية، وان يكون مستقلا في قراره دون ان يرضخ لإملاءات واشنطن ولندن. وان قراره مستقل نابع من مصلحة الإسلام الحنيف ومصلحة بلاده والسنة المطهرة والحرص على العروبة .
بسياسته الحكيمة في عدم المجاملة وضع خادم الحرمين الشريفين حدا للحوثيين وأنقذ السنة في اليمن وأنقذ المملكة العربية السعودية من المد الصفوي أيضا ووضع حدا لحزب الشيطان في لبنان. واستمرت السعودية في انتاج النفط مما خفض أسعاره وترتب عليه ان قامت روسيا بتخفيض رواتب موظفي القطاع العام 20%، مما سيؤثر على قدرة روسيا بالاستمرار في معركة تدمير سوريا والسنة فيها .
كما ان إيران بدأت تعاني معاناة حقيقية بسبب انخفاض أسعار النفط وبالتالي فان إيران بدأت تضعف في دورها بلبنان واليمن وجزيرة العرب والعراق لان النفط بأسعاره العالية كان يمدها بقوة العدوان والمؤامرات على العرب والسنة، الا ان انخفاض النفط قطع براثنها ووضعها في حجمها المتقلص وليس المتمدد .
الملك سلمان بحزمه ووضوح الرؤيا عنده في عدم المجاملة على حساب الإسلام والعروبة والسنة وامن السعودية بخاصة والامن العربي بعامة، صار صاحب المقام السامي في قلب كل عربي يحب عروبته وكل سني يعتز بمذهبه السني، وكل وطني يعتز بوطنيته، ولو ان الملك سلمان كان ملكا منذ عشر سنوات لتغير تاريخ العرب، ولو كان ملكا منذ عشرين اما لتغير تاريخ العالم الإسلامي برمته.
فالعربي بطبعه يحب الحاكم العادل الحازم الذي لا يرضخ للضغوط الغربية، ويحب الحاكم الذي لا يسمح بالفساد والافساد ولا يتوانى عن معاقبة المفسدين والفاسدين، ويحب الحاكم الشجاع من اجل شعبه وليس من يكون اسدا على شعبه ونعامة امام الصهاينة والامريكان، ويحب الحاكم الذي يعالج القضايا حسبما يتطلب العلاج الوطني الحقيقي، وليس الذي يعالجها بالقضاء على الشاكي والباكي وصاحب الحاجة والمظلوم والمضيوم، ويحب الحاكم الصادق في قوله ووعده وعهده، ولا يسمح للنكرات والزمر الخرقاء ان تسود كرام الناس.
ويحب الحاكم الذي يحافظ على مقدرات البلاد ومصالح العباد وليس الذي ينهب ويسلب ويقمع ويبطش ويدمر الباد وهو يدعي اعمارها ويحرقها وهو يدعي انه يطفئ حرائقها ويروع أهلها وهو يدعي انه سبب امنهم وحمايتهم والسكينة فيهم، ويحب الحاكم الذي يقدم البناء والعطاء لشعبه وليس الذي لا يقدم الا التهديد والوعيد والبطش والاغاني والاهازيج والشعارات البراقة الفارغة من المضمون، ويحب الحاكم العادل وليس الظلوم الغشوم الحسود الحقود الذي لا يعرف التسامح طريقا الى قلبه ولا المكارم موقعا في قاموسه .
وإذا أردنا ان نقيس المواصفات الإيجابية على الحاكم المحبوب المهيوب عند الانسان العربي وجدناها تنطبق في العالم العربي بامتياز على الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير تميم بن حمد ال ثاني، وعلى الأمير محمد بن سلمان، وتنطبق على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ان العالم العربي محظوظ بالملك سلمان والعالم الإسلامي محظوظ بالرئيس أردوغان .
ولو انه تم تنظيم استفتاء في العالمين العربي والإسلامي لكان الفائزان هما الملك سلمان أولا والرئيس رجب طيب أردوغان ثانيا، بلا منازع ولا منافس. ومن حسن الحظ انهما صديقان وحليفان لانهما من الحكمة والحنكة والحزم والحلم ان التقى الطيب مع الطيب ولا يقبل الطيب خبيثا ابدا، فالعربي الأصيل لا يملك الا ان يحبهم جميعا، والمسلم السني الأصيل لا يملك الا ان يحبهم في الله ومن اجل الله لأنهم يستحقون الحب وإذا أحب الله شخصا حبب فيه خلقه. والوطني المخلص لا يملك الا انه يحبهما لانهما رمز الوطنية، وليس زبدا يذهب جفاء.
حفظ الله الملك سلمان وابنه الأمير محمد بن سلمان وحفظ الله الرئيس رجب طيب أردوغان، ولن يضام الإسلام والعروبة بوجودهما ان شاء الله.