راتب شهر

mainThumb

02-01-2009 12:00 AM

لم يتبرع سوى عدد قليل جدا من النواب ، لاجل غزة ، فالمعلومات تقول ان اثني عشر نائبا ، فقط تبرعوا براتب شهر ، لاجل غزة ، من اصل مائة وعشرة نواب ، باستثناء النائب مبارك ابويامين الذي تبرع بقيمة الاعفاء الجمركي للسيارة ، باعتباره ايضا صاحب مبادرة التبرع من اجل غزة مشكورا.
قد يريد النواب ان يتبرع اهل غزة لهم ، وانا اقترح على اهل غزة ، تحت القصف ، ان يطلقوا حملة تبرع من اجل النواب ، وان يجمعوا المال واي مساعدات ، وان يتم ارسالها ، الى معظم نوابنا ، الذين يعانون من وضع مالي صعب ، ولابد لاهل غزة ان يساعدوهم ، في ظروفهم الصعبة ، ولايحق لاحد ان يعتب على النواب ، الذي اشبعونا قصفا لغويا ، وكلاما حاميا ، ضد العدوان الاسرائيلي ، على غزة ، لكنهم عند الدفع من اجل شراء دواء لاطفال غزة اختفوا ، ولم نسمع لهم صوتا ، وقد يكون بعضهم بحاجة الى اهل غزة ، وفقا لاقتراحي السابق ، وبالتأكيد ان الغزيين لن يقصروا مع النواب ، برغم الحرب المشتعلة ضدهم... واقترح ان يتبرع شهداء غزة باخر راتب قبضوه قبل الشهادة ، لنوابنا ، لاعانتهم على عملهم البرلماني الصعب والخطير والمؤثر والعظيم،،
مجلس النواب لدينا ، مجلس غير مأسوف على شبابه ، فاذا كان شعبنا في الكرك ومعان والسلط واربد وعجلون وعمان ، وكل مكان ، وقف على قلب رجل واحد ، في موضوع غزة ، بالتعبير العملي والمعنوي ، فلماذا يأخذ النواب ، الذين يفترض ان يمثلونا ، موقفا سلبيا ، بهذه الطريقة المخزية ، حين يغيب غالبية النواب ، ولانسمع صوتا الا وهم يطالبون بمزيد من الامتيازات المالية ، حين ارتفعت رواتبهم شهريا الى الفين وستمائة دينار ، ويطالبون برفع الرواتب الى خمسة الاف شهريا ، والفصل بين التقاعد الاساسي ، وراتب النائب ، وحصلوا على مئات الدنانير شهريا لتغطية راتب السكرتير والسائق والاتصالات ، ويضاف الى ذلك الفا دينار سنويا كبدل اسكان ، ومساعدات مالية ، لطلبة يرشحهم النواب ، وفوق كل هذا السفر ، ومياوماته ، وبعد كل هذا يبخل النائب بالفين وستمائة دينار ، قيمة راتب شهر ، لمرة واحدة فقط ، بل يختفون ويتذرعون بحجج مختلفة ، وهي ليست المرة الاولى ، ففي عام 1999 اطلق رئيس مجلس النواب تبرعا مشكورا لمستشفى المقاصد في القدس ، قيمته مائة الف دينار ، فرفض عدد كبير من النواب اقتطاع قيمة حصة كل نائب ، لدفعها الى المستشفى ، بل شن نواب انذاك حملات ضد رئيس المجلس ، لقيامه بفرض التبرع.
تسعة مساجد تم تدميرها في غزة ، الاف الجرحى ، مئات الشهداء ، مليون ونصف مليون انسان يتم استهدافهم ، من كل فلسطين ، يعيشون في غزة ، مابين ابناء غزة ، او النازحين اليها ، والحرب في اولها ، واذا سقطت غزة وانهيت حركة حماس ، فسوف يسقط حل الدولتين ، دوليا ، برغم انه ساقط اساسا ، وسيكون الدور المرة المقبلة ، على الضفة الغربية ، وسلطتها التي تعتقد انها ستكون بعيدة ، عن الذبح ، وهذا يعني ان الاردن مهدد ، في النهاية ، بمؤامرة الوطن البديل ، وهذا يفسر قول الملك ان الخطر يتعلق في ماهو ابعد من غزة ، وهو وضع في احد جوانبه ، يفرض علينا ، يقظة في الاردن ، ورصا للصفوف ، وصحوة للخطر المحيق بكل المنطقة ، وهذا الخطر يفترض على نوابنا الكرام الاكارم ، ان يتحركوا بكل الوسائل ، التي ابسطها التبرع براتب شهر ، من اجل غزة ، راتب شهر..فقط...مع ان كثيرا منهم قادر ماليا ، على التبرع بمبالغ مالية كبيرة الى جهات عديدة ، تعمل على جمع التبرعات ، للتخفيف عن مصاب الناس ، ولشراء الادوية والاغذية ولتعمير البيوت التي تم هدمها ، ولمساعدة الاف العائلات التي فقدت من ينفق عليها ، ولمساعدة الايتام ، على الرغم من ايماني ان قضية فلسطين ليست قضية "بقج مساعدات" وليست قضية جوعى ، وانما اخطر من ذلك ، غير ان ذلك لايمنع كل انسان من المساعدة ولو بعشرة دنانير ، قد تكون سببا في انقاذ حياة جريح.

في موقف النواب ، ماهو مؤسف ، حتى لو كان عملا طوعيا ، فكل اهلنا ، في هذا البلد يبكون لاجل غزة ، ولاترى اردنيا واحدا ، الا وقد تجهم وجهه من شدة الغضب ، وحين يبخل النواب بمالهم ، عن اهل غزة ، في هذا الظرف السيئ ، فهم لم يسببوا اي مفاجأة لي شخصيا ، فقد اعتادوا على الاخذ ، وعدم العطاء ، واعتادوا على التنصل لكل الكلام "الجميل" الذي قالوه خلال حملاتهم الانتخابية ، وتحت القبة ، واعتادوا ايضا ، ان يعتبروا مواطننا ، جسرا يعبرون عليه ، لمزيد من المكاسب ، بل لدى بعضهم الاستعداد لاخذ "الدينار" في جيب المواطن ، وعند هذا لانلومهم ، حين اشاحوا بوجوههم عن اهل غزة ، وهم تحت السكين ، علينا ، في الاعلام ، ان نعلن خلال الايام المقبلة ، اسماء من تبرعوا ، واسماء من بخلوا ، حتى يعرف الناس الحقيقة ، والحقيقة فقط ، في ظل مذبحة مأساوية ، يصبح التبرع فيها بالروح بخلا.. فكيف براتب شهر،،،.

ليتنا ما ولدنا في هذا الزمن الاسود ، وليتنا ما سمعنا ولا رأينا ولا عرفنا.

" الدستور "


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد