أعظم ملكة اردنية في التاريخ ‏

mainThumb

31-03-2016 11:56 AM

انها الملكة الأردنية بلقيس بنت الهدهاد بن شراحبيل، رحمها ‏الله، ملكة سبأ الأردنية/ الجوف/ أدوماتو قبل ثلاثة الاف عام، ‏التي ذكرها وكرمها القران الكريم، والانجيل والتوراة. ‏
 
‏      نقول ابتداء، أن الأردن أنجبت ملكات وأميرات وشيخات ‏وشريفات أردنيات، دخلن التاريخ بامتياز، منذ الوثنية ‏والجاهلية الأولى الى مطلع القرن العشرين، وأعطين صورة ‏ناصعة عن المرأة الأردنية الأصيلة الأصلية عبر التاريخ، ‏وهن مصدر اعتزازنا وفخرنا الى يوم القيامة، وان كان ‏البعض تجاهل هذه العبقريات المتميزة.‏
 
‏      ويشكل هذا التجاهل والانكار خطيئة بحق الأردن ‏وتاريخه وهويته، قد يصدع بأمرها أشباه السياسيين وبعض ‏أشباه الكتاب والسحيجة، من أصحاب المصالح والتسلق ‏واللهاث. ولكنني كمؤرخ لدي حسابات مغايرة وهي وطنية ‏اردنية حقيقية بامتياز، وان تطلبت مزيدا من التضحيات ‏علاوة على ما كان وما هو كائن. ‏
 
‏    حيث ان حساباتي لا تتفق مع حسابات السياسة السائدة ‏والمصالح والانتفاع. فنحن أمناء على تاريخنا، وعلى إعادة ‏كتابته، وانقاذه من براثن التشويه والسرقة والتحريف ‏والزيف، ومن خطيئة إعطاء مجدنا لمن لم يفعله وهو ليس من ‏أهله، وانما ادعاه بمنطق القوة وليس بقوة الفعل والمنطق.‏
 
‏    حديثنا عن الملكة بلقيس , التي عاشت قبل ثلاثة الاف سنة ‏على التراب الأردني العزيز , وهي سيدة الاخلاق والحكمة ‏والجمال والذوق والفهم في عصرها وما بعدها في كثير من ‏العصور ,  التي شهد لها القران الكريم بذلك , واثنى عليها ‏الانجيل وسائر المؤرخين القدامى والمحدثين , وصارت ‏اسطورة للمجد وسمو الاخلاق , والاحتشام والعفة والجمال ‏والحكمة والدهاء والديموقراطية وبعد النظر وحب الوطن , ‏والحرص على شعبها قبل حرصها على نفسها , وخاطرت ‏بنفسها بالذهاب الى  النبي  سليمان , من أجل انقاذ شعبها ‏ومملكتها من الاحتلال الإسرائيلي , وتدمير المنجزات  , وهي ‏مثل أعلى في احترام الاخرين بدون اقصاء ولا تهميش ولا ‏تطنيش , والايمان بالرأي والراي الاخر وحرية التعبير , ‏وكل ذلك ورد شهادة لها بنص القران الكريم الذي لا يأتيه ‏الباطل من بين يديه ولا من خلفه .‏
 
 
‏    لقد أشار القران الكريم والكتب السماوية الأخرى، الى ‏سيدات أردنيات بكل الاجلال والاحترام. وعلى راس هؤلاء ‏الأردنيات، الملكة بلقيس التي غدت شخصيتها مادة خصبة ‏للكتب والقصص والروايات، بسائر اللغات والحضارات ‏والثقافات عبر عشرات القرون.‏
 
‏ وتعد هذه المرأة مصدر فخر واعتزاز للأردنيين بخاصة، ‏والعرب بعامة، عبر تاريخهم الطويل. حيث  جاء ذكرها في ‏القران الكريم في سورة النمل : { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا ‏أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ ‏لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ ‏أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ ‏امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * ‏وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ ‏الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ).نلاحظ ‏التعبير القرآني الكريم ( تملكهم ) ولم يقل ( تحكمهم ) لتبين ‏ان الأردن هي اول بلد في العالم الذي فرق بين المنهجين ( ‏تملكهم ) و ( تحكمهم ) .وهو يحتاج الى شرح مطول ليس ‏هذا مقامه .‏
 
 
‏    وعندما نزلت سورة النمل وفيها قصة سبأ (والملكة ‏بلقيس) , قال رجل يا رسول الله وما سبأ؟ :  أرض أو امرأة ‏؟ قال : ليس بأرض ولا امرأة , ولكنه رجل ولد عشرة من ‏العرب فتيامن ( ذهبوا الى اليمن) منهم ستة , وتشاءم ( ذهبوا ‏الى الشام ) منهم أربعة , فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام ‏وغسان وعاملة , وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون ‏وحمير ومذحج وأنمار وكندة , فقال رجل يا رسول الله وما ‏أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة ) , وروي هذا عن ابن ‏عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى كهذا ‏حديث حسن غريب , قال الترمذي : حسن غريب قال الشيخ ‏الألباني : حسن صحيح (سنن الترمذي) رقم الحديث : 3222 ‏‏, وأخرجه الطبري في تفسيره سورة سبأ تحت رقم 26430.‏
 
‏     وبذلك نجد ان جذام بمكوناتها هي جزء من سبأ. ومن ‏جذام الأردن الى الان: بني صخر وبني عباد وبني حميدة ‏وبني عجرمة وبني عقبة وغيرهم كثير، وهذا يبين تجذر هذه ‏العشائر منذ مملكة سبأ وما قبلها الى الان والى ما شاء الله ‏تعالى، لذا فعندما نتحدث عن مملكة سبأ الأردنية والملكة ‏بلقيس، فإننا نتحدث عن تاريخ الأردن وجذام ومكوناتها، وما ‏على المشككين الا ان يأتوا ببرهان اخر من داخل القران ‏الكريم والحديث الشريف الذي جئنا به برهانا على ما نقول. ‏
‏    ‏
 
الملكة بلقيس الأردنية ولها أسماء أخرى وردت في ‏المخطوطات الاشورية والبابلية، منها: شمس أو شمسي أو ‏وهج الشمس، وكلها أسماء صحيحة للملكة بلقيس، التي كانت ‏ملكة قبل ثلاثة الاف عام، هي أعظم ملكة في التاريخ العربي ‏الإسلامي والإنساني بدون منازع ولا استثناء، بل انها ‏شخصية تاريخية نسائية لا نظير لها (كملكة) في تاريخ ‏الأردن وتاريخ العرب والإنسانية كلها.‏
 
‏     وقد فاضت بذكرها كتب السماء والأرض قديما، وثقافات ‏الأمم السابقة واللاحقة. وقد كانت سيدة نساء عصرها بدون ‏منازع جمالا وعقلا راجحا واكتمالا، كما ذكر القران الكريم: ‏‏(وأوتيت من كل شيء)، ورغم ظهور ملكات عظيمات غيرها ‏عطرن التاريخ مثل الامبراطورة الأردنية الزباء / زنوبيا، ‏والملكة الفرعونية حتشبسوت، والملكة الاشورية سميراميس، ‏والملكة الفرعونية نفرتيتي، الا ان أيا منهن لم تشبه بلقيس ولم ‏تضاهيها ولم تتفوق عليها.‏
 
ملكات قديمات لم يصلن الى مستواها ‏
 
اما الملكة الفرعونية: حتشبسوت (-توفيت عام 1482 ق.م.) ‏‏(فتعني في اللغة المصرية القديمة خليلة الرب امون المفضلة ‏على سائر السيدات، أو خليلة آمون درة الأميرات، وحكمت ‏من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م. وقد تركت خلفها ألغازا ‏وأسرارا كثيرة وغامضة، وربما يكون أكثرها إثارة في ‏حياتها، شخصية المهندس “سنموت” عشيقها الذي بنى لها ‏معبدها الشهير فى الدير البحري، والذي منحته 80 لقبا، وقد ‏بلغ من عشقه لمليكته أيضا، أن حفر نفقا بين مقبرتها ‏ومقبرته، وجاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة ‏الحب والعشق هذه ؟؟؟ بين الاثنين سنموت وحتشبسوت، ‏فشاركا بعضهما فى “حياة أسطورية” من المتعة والاستطابة، ‏وانتهى كل منهما نهاية غامضة، لا تزال لغزا حتى الآن.). ‏وواجهت حتشبسوت مشاكل عديدة فى بداية حكمها، بسبب ‏حكمها من وراء الستار، بدون شكل رسمي. ويقول بعض ‏المؤرخين أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني ‏للاستيلاء على الحكم.‏
 
‏   واما الإمبراطورة الأردنية ذات الأسمين (الزباء / زنوبيا ‏‏(240 -حوالي 274م)، فكانت ملكة تدمر، (وسنفرد لها بحثا ‏خاصا ان شاء الله تعالى)، واستقطبت اهتمام وخيال الأمم ‏والشعوب كالعرب والأوربيين، وكانت تدمر احدى ولايات ‏مملكة الانباط الأردنية، واستقلت وازدهرت عندما سقطت ‏الحكومة المركزية في البتراء. ‏
 
‏ اما الملكة بلقيس الأردنية (مدار حديثنا هنا) فظهرت في ‏القرن العاشر قبل الميلاد (قبل حوالي ثلاثة الاف سنة من ‏الان)، زمن سليمان الذي عاش في الفترة ما بين 970 ق.م ‏حتى 931 ق.م)، فقد وردت في القران الكريم، مقترنة باسم ‏النبي سليمان عليه السلام، فضلا مما أضيف اليها من البريق، ‏فألهمت ولا تزال تلهم الفنانين والكتاب والشعراء ‏والموسيقيين، من مختلف الأمم والعقائد والاتجاهات الفكرية.‏
‏  اما الملكة العراقية (سميراميس)، فهي ملكة آشورية 800 ‏ق.م. (أي بعد الملكة بلقيس)، واسمها سيمورامات ومعناه ‏الحمامة، ولا مجال للحديث عنها هنا.‏
 
واما الملكة الفرعونية (نفرتيتي فان اسمها يعني: "الجميلة ‏أتت"، وهي زوجة الملك أمنحوتپ الرابع (الذي أصبح لاحقاً ‏أخناتون الذي نادى بالوحدة والتوحيد) وهو فرعون الأسرة ‏الثامنة عشر الشهير، وكانت تعد من أقوى النساء في مصر ‏القديمة، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، أي قبل ‏بلقيس.‏
 
‏  ونعود للحديث عن الملكة الأردنية بلقيس المعظمة، حيث ان ‏المؤرخين العرب أكثر ما يتحدثون عن اسم واحد وهو بلقيس ‏رغم تعدد الشخصيات والملكات مدار الحديث اللواتي يحملن ‏الاسم نفسه. وعند تفحص الروايات زمانا ومكانا واحداثا، نجد ‏ان الملكات اللواتي يحملن اسم بلقيس متعددة اسما وأمكنة ‏وأزمنة، وان ذلك جعل الامر يلتبس على المؤرخين الذين لم ‏ينتبهوا لتباين الأزمنة والأمكنة والمجتمعات والشعوب ‏والملوك المعاصرين، والاحداث التاريخية المرتبطة باسم ‏بلقيس، ولم يحددوا أيا من هذه الملكات اللواتي حملن هذا ‏الاسم، وانما جعل كل منهم أن الأسم يعني أنها المذكورة في ‏القران الكريم، وأنها في سبأ اليمن، ولم يتطرق أي منهم الى ‏سبأ الأردن، وهي سبأ الشمال المذكورة في الحديث الشريف ‏أعلاه.‏
 
‏       صحيح ان اسم بلقيس واحد ولكنه اسم لعدة ملكات، مما ‏يدل على شغف العرب بإطلاق اسم بلقيس، على كثير من ‏ملكات العرب عبر العصور القديمة، مما أدى الى هذا اللبس ‏والالتباس، وذكرتها التوراة بالخير تارة وبالسوء تارة اخرى، ‏وان كانت التوراة لا تحدد مكانها، رغم ان العهد القديم مغرم ‏بذكر الأماكن، لكنه يصمت عندما يتحدث عن بلقيس، كما ان ‏الأنجيل الذي ذكرها بخير، لا يحدد المكان أيضا. وبالتالي فان ‏كلا الكتابين لا يستدل بهما حول المكان. وادعت نصوص في ‏التوراة أن الملكة بلقيس الأردنية السبئية الأردنية، تمثل ‏الشيطان، وكان ذلك كرها وحسدا من اليهود لهذه الملكة ‏العظيمة، لأنها كانت مثالا للجمال والحكمة والقوة والسلطان ‏والثروة والجاه والاحتشام والرقي والديموقراطية، وهي ‏الصفات التي لم يعرفها اليهود في زمنها ولا قبلها.‏
 
‏      واما القران الكريم، فقد أشار الى مكانها تلميحا يمكن ‏الاستدلال عليه بالقرائن، مثل قوله تعالى: (فمكث غير بعيد) ‏فضلا عن ذهاب الهدهد في رحلة مكوكية بين القدس والجوف ‏الى حجرة الملكة بلقيس، وهو امر متعذر بل مستحيل على ‏طائر الهدهد الضعيف ان يقوم به في وقت قصير لو كانت ‏بلقيس في اليمن، وانما الامر ينطبق على سبأ الأردن، وهي ‏سبأ الشمال، مما حدا ببعض المؤرخين ان يجزموا بقرب ‏المكان، ووضعوا مواصفات تدل على انها الجوف / أدوماتو ‏الاردنية، وقد كرمها القران الكريم. ‏
 
 
انتهت الحلقة الأولى وتليها الحلقة الثانية ان شاء الله


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد