أعداء الديمقراطية .. أعداء الوطن

mainThumb

02-04-2016 12:16 PM

يتظاهرون بالحرص الشديد على الشعوب والأوطان ؛ ولكنهم  : الأعداء الحقيقيون للشعوب وللأوطان ؛ عندما صفقوا للديكتاتوريات وقاوموا الديمقراطيات الحقيقية والجادة ...

لا شك بأن غياب الديمقراطيات الحقيقية والجادة سيسهل عملية ونهب ثروات ومقدرات الوطن  ؛ ولا شك بأن غياب الديمقراطيات الحقيقية والجادة سيبعد الشعب والأكثرية عن القرارات المصيرية والخطيرة والتي تحدد مصير الوطن ، وسيمهد الطريق لتدخل المستعمر الطامع والأجنبي الغادر في أوطاننا العربية ...

 وأي مواطن سلبت إرادته واهدرت كرامته ؛ فهو لن يملك الإرادة والدافعية للدفاع عن الوطن وقت الشدائد والمحن  ؛ وهذا الذي يصبو اليه المستعمر الطامع ويخطط له الصهيوني الغاصب والمحتل لأرضنا ؛ وهو خلق وايجاد جيل مهزوم وفاقد للأمل وجاهز للهروب من كل مواجهة قادمة مع الصهاينة أو مع المستعمرين الطامعين ...

والتاريخ أثبت بأن الأحرار والشرفاء واصحاب المباديء والعقيدة  هم الذين حموا الأوطان دائما” ، وهم الذين دافعوا عنها في الشدائد وفي المحن ، أما الفاسدين والعبيد والمنافقين والخانعين فكانوا جسورا” سهلة” للأعداء  ...

 إن القاعدة الفيزيائية تقرر بأن الضغط الشديد سيولد الإنفجار الأكيد  ... والتاريخ أثبت لنا حتمية انفجار وثورة الشعوب المضغوطة ؛ وبأنها ستكون كما القنابل الموقوتة ؛ جاهزة للإنفجار  ؛ ذاتيا” أو بضغطة سهلة من الإستعمار ؛ وعندها سيدفع الجميع الثمن ...

وسيخرج بعدها المنافقون ومعهم أعداء الديمقراطية الدائمون ليكرروا نفس الوعود السابقة ، وليرددوا نفس الكلمات والعبارات التخديرية والتسويفية المملة : الآن فهمتكم ؛ نعدكم بأننا سنتحول سريعا” إلى الديمقراطيات الحقيقية والفاعلة  ؛ ونعدكم بأننا   ... إلخ .

  إن أغلب المجالس التشريعية والمؤسسات والأحزاب والحركات التحررية العربية  بدأت قوية وجادة ، وخطت لنفسها أهدافا” قيمة وعظيمة ونبيلة ؛ ولكن تلك الأهداف خضعت للتمييع وللتمويت أو بقيت مكتوبة” وحبرا” على ورق  ...

فالزمن والمتآمرين قتلوا تلك الشعارات ، وتكفلوا بهدم العزائم وبتفتير الهمم ، وبعد فترة من الزمن توارى المخلصون الصادقون عن تلك المجالس والحركات والأحزاب ، وتقدم لقيادة ركبها  : مجموعة من المتزلفين والمتشوقين للجاه والمال والمنصب ... وفي النهاية وجدنا تلك المجالس والأحزاب والحركات التحررية مجرد هياكل صورية وأسماء ومسميات  ... !

 وهذا الشي ولد اليأس في نفوس الناس ؛ فقال البعض منهم : لن نشارك في الإنتخابات التي تجري في تلك المجالس والحركات والاحزاب المشلولة والعاجزة  ... وقال آخرون : بما أنها مجالس واحزاب وحركات صورية وعاجزة  ؛ فسنبيع أصواتنا لكل من دفع ... !!!

وهذا الأمر ضمن النجاح للمخطط الإستعماري والصهوني والذي يستهدف مصير الأمة ووجودها ، وهو المخطط الذي يهدف لوضع المواطن العربي أمام خيارين مدمرين :  فإما الديكتاتوريات المؤبدة وإما الديمقراطيات الصورية والشكلية ... ليضمن المستعمرون بقاء الأوطان العربية مباحة لهم ولعملاءهم الفاسدين ؛ ولتبقى هدفا سهلا” لهم ولكل طامع في بلادنا ...

الديمقراطيات الحقيقية تمثل حماية أكيدة للشعب وللوطن ؛ أما الديمقراطيات الصورية والتخديرية والشكلة فإنها لن تجتث الفساد ، ولن تردع الفاسدين ، وستضعف ثقة الناس بالمسئولين وبالوطن  ...

يمكن للإنسان أن يفقد ثقته بمجموعة من أصدقاءه وببعض من أقاربه ؛ ولكن يمكنه بعدها التكيف مع الوضع الجديد ومتابعة حياته بحذر وحيطه ؛ ولكن المواطن الذي يفقد ثقته بالمسئولين وبالوطن فكيف له أن يعيش ؛ وماذا تراه أن يفعل ؟؟؟

  إذا انعدمت الثقة بين المواطن وبين الوطن ؛ فسيكون الوطن عرضة دائمة للعنف وللفوضى ، وستكون أبوابه مفتوحة وسهلة لكل حاقد وطامع ، وسيكون اللعبة الإستعمارية المحببة والتي يوجهها أينما شاء والتي يشعلها متى وكيفما شاء ...

 والمواطن الذي يتسلل اليأس إلى قلبه وتتحطم نفسيته بعد سجنه وتعذيبه وتهميشه وقهره ، فإنه قد يضطر وفي لحظات من الضعف إلى التخلي عن مبادءه وقيمه وإلى التفريط بعقيدته وبدينه  ؛ وبعدها فإن هذا المواطن لن يتوانى عن التفريط بأي شيء  ... حتى الوطن .

  أما المواطن الذي يتنفس الحرية والكرامة في وطنه ؛ ويتربى على مبادئ الرجولة  والعزة والشرف بين شعبه ، ويعيش ملتصقا” بوطنه وبقياداته وبمسئوليه ؛ فإنه سيبقى الجندي المتأهب والمدافع الشرس عن وطنه ولو ظل وحيدا” في ساحات الوغى ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد