الأسد .. ومعركة داعش الأخيرة

mainThumb

04-04-2016 08:42 PM

رغم شدة المعارك التى تخوضها سورية هذه الأيام ضد داعش وعناصره الإرهابية وضغوط الفترة التى قد ‏يستغرقها الحسم العسكري في هذه المواجهات المفتوحة لإعتبارات عديدة، منها دعم الدول الغربية ومساندتها ‏لداعش ومواقفها المناوئة للإرهاب، رغم ذلك فان الرئيس الأسد بدا واثقاً بان بلاده قادرة على كسب هذه المعركة ‏وتحقيق الإنتصار على عناصر الإرهاب والتطرف التى قال إنها من توافدت على سورية من مختلف بلدان العالم، ‏مؤكداً على أن أكبر خطر تتعرض له سورية هو تنظيم القاعدة خصوصاً بعد أن اتجه هذا التنظيم الى تغيير ‏إستراتيجيته وتصعيد عملياته عن طريق الإغتيالات والتفجيرات المفخخة.‏
 
فعلى وقع أصداء نجاح الجيش السوري بدعم جوي روسي فى تحرير مدينة تدمر من قبضة تنظيم داعش، فقد أعلن ‏الرئيس الاسد أن الخطوة المقبلة هى تحرير دير الزور والرقة معقلي التنظيم الرئيسيين فى سورية، وسط أحاديث ‏عن تنسيق عسكرى "روسى- أمريكى" لدعم العمليات، فالذي حدث في تدمر، يمثل تحولاً إستراتيجياً كبيراً في ‏المنطقة، ولعلي لا أبالغ، إذ أقول أن تحرير هذه المدينة، سيتحول إلى لحظة نؤرخ بها التحولات في المنطقة، ‏فالإرهاب الذي زحف من مختلف المناطق السورية، هذا التمدد "الداعشي"، ستكون مدينة الرقة نقطة النهاية ‏بالنسبة له، لأسباب عدة منها، صور القتلى من الدواعش وهي مكدسة على العربات أو في المستشفيات، وصور ‏المعتقلين منهم، بالإضافة الى فرار قادتهم الى المناطق الأخرى، في إطار ذلك يمكن إستخلاص أمرين في غاية ‏الأهمية من العملية، أولهما، أن المناطق التي كان من الصعب على الجيش السوري الدخول فيها والمواجهة ‏المباشرة والاكتفاء بضربات الطيران أصبح لديه القدرة على الدخول والمواجهة ما يعنى سيطرته القوية على ‏التنظيم وضعف داعش والأمر الثاني هو تغير استراتيجية الجيش واعتماده على الكمائن المتحركة خاصة التي يتم ‏وضعها في المناطق التي تحريرها والسيطرة عليها، وهو نقاط قوة جديدة في مواجهة التنظيمات الإرهابية والقوى ‏المتطرفة في مختلف المناطق السورية.‏
 
في ذات السياق يمكن القول إن داعش ستنتهي بمعركة قريبة  في مدينة الرقة، خاصة بعد أن حسم الجيش السوري ‏معركة مدينة تدمر والمناطق المجاورة  ذات الأهمية الإستراتيجية ليس لرمزيتها التاريخية فقط، وانما لكونها ‏مركز البادية السورية، أهم معاقل داعش، فالجيش السوري يتقدم شرقاً إلى دير الزور، لقطع إمدادات داعش في ‏الرقة، والقضاء على أهم تجمعاته، ، والتي تتيح للجيش السوري السيطرة على مجمل مساحة البادية التى تشكل ‏ثلث الأراضي السورية، ومن ثم الالتفاف تجاه إدلب الواقعة بين حلب والحدود التركية، ليعلن الإنتصار الكامل ‏على الإرهاب وإنهاء مخطط إنشاء دولة داعش في المنطقة، بعد ان فقد مساحات واسعة من الأرض كان يسيطر ‏عليها، وهذه الأماكن تحتوي على موارد نفطية هائلة، إضافة الى الموارد الاخرى، بعد ان تم قطع الإمدادات بين ‏العراق وسورية وبين سورية وتركيا وتشديد الحصار عليه من قبل الجيش السوري، فهو يعاني الآن من حصار ‏خانق وقلة موارد وقطع طرق الإمدادات العسكرية والنفطية.‏
 
مجملاً... إن معارك داعش الأخيرة وإصراره على فتح جبهات كثيرة وواسعة في وقت واحد، دليلاً واضحاً على ‏أن داعش يخسر معاركه كما خسر موارده، وإن بقاءه في المدن هو مسألة وقت لا أكثر، وبالتالي أرى ان معركة ‏الرقة هي بيضة القبان التي ستقرر مصير داعش في سورية والمنطقة بأكملها، لأنها معركة مصيرية للإقليم، وهي ‏الإستراتيجية التي أعلنها مؤخراً الرئيس الأسد، لذلك فإن إقتحام الرقة من عدة محاور بعد تطويق المدينة لأشهر ‏مضت، يعد إنجازاً كبيراً للجيش السوري وحلفاؤه، لذلك فإن الذي يدور على الارض يجعلني متاكداً إن حسم ‏المعركة لم يعد إلا مسألة وقت ليس أكثر، وأختم بالقول إن مشروع الإرهاب سيسقط لا محالة فيما ستبقى أوطاننا ‏صامدة رغم التآمر على سورية، وستبقى سورية صخرة تنكسر فيها كل أحلام الغزاة، وسيأتي اليوم الذي تتحرر ‏فيه سورية من براثن المجموعات المتطرفة وتعود إلى جسد الأمة العربية من جديد.‏
 
Khaym1979@yahoo.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد