حول ربط الدينار بالدولار

mainThumb

16-12-2008 12:00 AM

سياسة ربط الدينار بالدولار خدمت الاقتصاد الأردني خدمة جيدة خلال 13 عاماً من الاستقرار النقدي، ومع ذلك كانت هناك أصوات تنادي بفك الارتباط بالدولار، إما لأن قيمة الدولار انخفضت في وقت ما، أو للتوهم بأن ارتباط الدينار بالدولار يعني تبعية الأردن لأميركا.

الانخفاض التدريجي الذي حصل للدولار خلال السنوات الخمس الأخيرة كان أمراً مرغوباً فيه، من وجهة نظر الاقتصاد الأردني، فلم يكن مطلوباً دينار قوي بل اقتصاد قوي، أما من الناحية السياسية فإن هذا الارتباط لا علاقة له بالسياسة، وهناك دول مرتبطة بأميركا سياسياً دون أن تربط عملتها بالدولار، ودول معادية لأميركا أو مستقلة تماماً في سياساتها الخارجية ومع ذلك تربط عملتها بالدولار.

من هذه المنطلقات دافعنا عن استمرارية ربط الدينار بالدولار، ليس لأسباب سياسية، بل تمسكاً بالاستقرار والثقة العامة وإزالة أسباب الإشاعات ضد الدينار التي كانت رائجة قبل الارتباط.

هل اختلف الوضع الآن؟ وما هي آفاق مستقبل الدولار والاقتصاد الأميركي الذي يسنده، وهل هناك تغير في المعطيات يفرض تغيراً مماثلاً في السياسات والمواقف؟.

الوضع الراهن في المجال الدولي لا يركن إليه، فهو قابل للتغير بسرعة. الدولار الذي ارتفع مؤقتاً بدأ الآن بالانخفاض، والبترول الذي انخفض مؤخراً سوف يرتفع، واليورو الذي تراجع سوف يتقدم، والين الياباني في تصاعد.

ما يحدث هو نتيجة لاهتزاز الثقـة بالدولار، بالنظر لما يعرفه العالم من أن السلطات النقدية الأميركية في طريقها لأن تطبع مئات، إن لم يكن آلاف المليارات من الدولارات لتغمر بها الأسواق، وتنعش الاقتصاد الأميركي المهدد بالركود، وتنقذ من الإفلاس شركات وبنوكاً عملاقة.

من حق البنك المركزي الأردني في حالة كهذه أن يعيد النظر للتأكد من أن ارتباط الدينار بالدولار ما زال مفيداً كما كان في السنوات الماضية، وأن من المناسب أن يظل الدولار يحتل موقعاً رئيسياً ضمن الاحتياطي من العملات الأجنبية، ذلك أن أمامه خيارات أخرى كالارتباط بسلة عملات أو بحقوق السحب الخاصة للمحافظة على قدر من الاستقرار في سعر الصرف، فلم يعد الدولار مستودعاً للقيمة تقاس به العملات ومدى استقرارها.-- الراي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد