خطة أميركية للشرق الأوسط

mainThumb

18-12-2008 12:00 AM

في مرحلة انتقال السلطة في واشنطن ، ينشط المحللون والمنظرون في طرح الأفكار والاستراتيجيات التي يرونها مناسبة للعهد الجديد. بعض هذه الأفكار يتحول إلى سياسات رسمية.

تحت هذا الباب نشرت نيوزويك (8/12/2008) إسهامات خمسة من المفكرين الاستراتيجيين حول مختلف القضايا المطروحة للحوار ، وتتناول على التوالي: ما يجب عمله تجاه أفغانستان حيث يجب على أميركا أن تحدد أهدافها ، إيران يجب مخاطبتها بحزم ، الصين التي يجب اجتذابها لا عزلها ، روسيا التي يجب طمأنتها وتهدئة شكوكها ، وأخيراً الشرق الأوسط حيث يجب على أميركا أن تعرف حدود القوة ، وأن تعمل بموجب سياسة حفظ التوازن عن بعد ، وأن تعتمد في تحقيق أهدافها على القوى الإقليمية.

ينصح الخبير بأن تكون قواعد الجيش الأميركي خارج البلدان العربية وأن تكون مهمة أميركا ضمان استمرار التوازن عن طريق دعم الطرف الضعيف في أي صراع ، كما كان الحال خلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران ، وبذلك تتجنب أميركا الكراهية وتقلل جاذبية الإرهاب ، ويمكنها عند اللزوم التدخل بالقوة الجوية أو البحرية دون أن ترسل قوات برية ، إلا إذا اختل التوازن وحاولت إحدى القوى السيطرة على أخرى ، كما حدث عندما احتل العراق الكويت.

سياسة فرض الديمقراطية على الأنظمة العربية لم تعد واردة ، فالمهم بعد الآن هو تأمين المصالح الأميركية ، ولا يلزم لتحقيقها أن تسيطر أميركا على المنطقة ، يكفي أن تمنع غيرها من تلك السيطرة.

يرى الخبير أن هذه الإستراتيجية تحقق لأميركا ثلاثة أهداف هامة: عدم التورط في حرب دموية كما فعلت في العراق ، وسحب البساط من تحت أقدام المنظمات الإرهابية التي تكسب في ظل الاحتلال الأجنبي الظاهر ، وتهدئة مخاوف بلدان مثل إيران وسوريا من اعتداء أميركي عليها ، وهي سبب سعيها لامتلاك السلاح الرادع.

وفي رأيه أن أكبر برهان على أفضلية هذه الخطة ، أي حفظ التوازن عن بعد ، هو فشل كل السياسات الأخرى ، وأبرز أمثلة الفشل سياسة الاحتواء المزدوج للعراق وإيران ، بدلاً من تركهما يضبطان أحدهما الآخر.

هذه الخطة ليست مثالية من الناحية الأخلاقية ، ولن تنهي جميع المشاكل في المنطقة ، ولكنها في رأي الخبير أقل كلفة من غيرها مالياً وبشرياً ، ومن المفيد أن يفهمها العرب./ الراي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد