كن نسيباً ولا تكن ابن عم!

mainThumb

20-12-2008 12:00 AM

اذا كان هناك من فائدة لاقتراح الرئيس الفرنسي مؤخرا فهو انه وضعنا مرة اخرى وثانية وخمسين امام المواقف الفرنسية القديمة والمستمرة من قضايا العرب والمسلمين، وهذا الاقتراح كما قدمه ساركوزي يدعو الى انهاء الصراع العربي ؟ الصهيوني، من خلال دفع تعويضات للفلسطينيين الذين اغتصب وطنهم وطردوا منه على ان يسهم العرب الاثرياء بالنصيب الاكبر من هذه التعويضات وهو الامر الذي يعني شراء العرب لاراضي الفلسطينيين وتقديمها هدية للصهاينة هكذا ببساطة ووقاحة، واقتراح كهذا يعني ان فرنسا لم تغير من مواقفها المعادية للفلسطينيين اولا باعتبارهم اصحاب حق والخطر الذي يهدد الكيان الصهيوني الذي يرى ساركوزي انه مسؤولية وطنية له وليس خدمة غير مباشرة لفرنسا.

ما يعرفه الجميع ان هذا البلد الاوروبي لم يتخلف سوى مرة واحدة عن الحروب العنصرية التي شنت على الوطن العربي والعالم الاسلامي وهذه المرة في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والامم المتحدة وان هذا البلد الاوروبي تحمل القسط الاكبر في اقامة الكيان الصهيوني سواء بالسلاح وتحديدا السلاح النووي وطائرات الميراج والزوارق الحربية كما كان الشريك الرئيس في العدوان الثلاثي على مصر والشريك الرئيس في العدوان الثلاثيني ونذكر جميعا كيف اعلنت فرنسا عندما بدأ هذا العدوان ان مشاركتها فيه ستقتصر على طرد العراقيين من الكويت ورأينا ايامها كيف كانت الطائرات الفرنسية اول من وجهت قذائفها واستهدفت الارض العراقية، مواقع عسكرية ومستشفيات ومدارس ومدنيين كما اننا نذكر جميعا كيف حاصرت فرنسا مواطنيها المسلمين واغلقت مساجدهم واذاعاتهم وصحفهم قبيل واثناء العدوان الثلاثيني.

مشكلة فرنسا في عهد ساركوزي انها تعاني من عقدة نقص تتعلق بتراجع دورها عن الدور الالماني والبريطاني وتتعلق بسقوط اوروبا القديمة والجديدة تحت الهيمنة السياسية والاقتصادية والنفسية والعسكرية حتى باتت الاقطار الاوروبية مجرد مستعمرات امريكية تحت الاحتلال والهيمنة الاميركية واي متابع لتحركات وتصريحات ساركوزي يذهله تجاهل ما يحدث على المسرح الدولي وهو تجاهل تكاد غالبية المجتمع الدولي تشارك فيه فلا احد من هؤلاء يرى عن قرب ما يجري من تصاعد للمقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي العراق او حجم الكراهية الذي يتصاعد نحو الدول الاستعمارية وفرنسا التي ترفض الاعتذار للشعب الجزائري الذي قتلت منه اكثر من مليون مقاوم ومدني ترتكب بهذا الرفض خطأ كبيرا ينعكس الان على مشاعر ومواقف ملايين العرب والمسلمين ويقود الى دفع العالم نحو مواجهة معروفة النتائج سواء مع المقاومة او مع الارهاب وهذا ما يدعونا الى التأكيد على ان حذاء العراقي منتظر الزيدي لم يكن موجها نحو الرئيس الاميركي جورج بوش بل نحو زعماء كثر في الدول التي تحمل نحونا الكراهية والحقد والرغبة في ابادتنا عربا ومسلمين .

الاقتراح الفرنسي بالغ الطرافة واكبر ما فيه من طرافة هو تقديم الارض الفلسطينية المدفوعة الثمن من الاثرياء العرب للعدو الصهيوني وهنا نتذكر المثل الشعبي ( كون نسيب ولا تكون ابن عم)!!
الراي 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد