كلام (نيّئ) وموت ناضج

mainThumb

28-12-2008 12:00 AM

بحجم ألم المشهد في غزة..يؤذيني صوت الفراغ العربي،والكلام النيّء الذي يلقمّنا اياه وجهاء القرار العربي، بحجم ألم المشهد في غزة.. يبلّلني بالإحباط رذاذ الكذب الذي يطلقه أبطال الخطابة العربية، وأبطال الوساطة العربية، وأبطال الوجع العربي المزيف... بحجم ألم المشهد في غزة، يؤذيني ولولات المحلّلين السياسيين وتلويمات المحرّمين السياسيين كذلك.. بينما الدم المقاوم يسيل ويسيل.

بحجم ألم المشهد في غزة.. أصمّ سمعي عن كل أولئك الذين يثأرون بالميكروفون لشهداء الموقف، وعن أولئك الذين نفلوا قواميس الهوبرة السياسية من عبارات التنديد والتهديد التي تقال في كل المناسبات.. الذين يتناولون عشاءهم بشهية مفرطة ثم يخرجون للشاشات العربية ليتحدّثوا عن الجوع والحصار.. بحجم ألم المشهد في غزة أود أن أعرض عن كل شي، عن كل شيء.

آه لو أن يدي تخترق شاشة التلفاز وتنقذ جريحاً أو مشروع شهيد، مقاوماً أو مشروع زعيم، برتقالة أو مشروع بيّارة، شماغاً أو شال طفلة..أرفعه من فم الموت من تحت الرصيف وتحت شريط الأخبار.. آهٍ لو أنني رجلٌ لما اكتفيت بهذا العار.

كمرور سكين في صفحة الوجه تجرحني دمعة ذلك الطفل الغزّي..وتنفر على جسدي قشعريرة مساحاتها خجل.. كلما سمعت أماً تنوح أو تناشد عروبتنا.

***

لكل الذين انزلقوا في الثرثرات أقول : ويلكم من دعاء الأمهات.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد