ماذا بوسع الاردن ان يفعل لمواجهة العدوان؟

mainThumb

28-12-2008 12:00 AM

إعادة الاعتبار لثقافة المقاومة واطلاق حركة وطنية لدعم حق العودة

 

من يصدق بعد اليوم ان مجرمين من امثال اولمرت ولي ني ونتنياهو يمكن ان يكونوا شركاء في عملية السلام؟

بعد كل الذي يجري في غزة ينبغي على المعتدلين العرب الاقلاع عن تسويق الأوهام عن السلام.

الخطاب السياسي الرسمي فقد اهليته ومصداقيته. لم يعد هناك مجال للعودة للحديث عن المفاوضات وكأن شيئا لم يكن, ليس لأن الشعوب العربية لا تريد السلام ولا تدعم المبادرة العربية بهذا الخصوص, وانما لأن اسرائيل تريد الاستسلام من دون ان تقدم اي تنازل.

اردنيا فعلنا ما بوسعنا لدعم الشعب الفلسطيني سواء على المستوى السياسي او الانساني. وخرج الاف الاردنيين الى الشوارع تضامنا مع غزة واستنكارا لجرائم الصهاينة. لكن ماذا فعلنا بحق اسرائيل التي ترتكب هذه المذابح؟

اصوات كثيرة ارتفعت مطالبة بطرد السفير الاسرائيلي من عمان وقطع العلاقات الدبلوماسية.

الحكومة من جهتها لا ترى اي مردود سياسي لاجراء كهذا, فماذا بوسعنا ان نفعل اذا لحماية الامن الوطني الاردني المهدد بالعدوان الاسرائيلي ونتائجه, وتوجيه رسالة قوية لقادة القلعة العدوانية في تل أبيب, لا نطالب بقرارات فورية وانما بسياسات واستراتيجيات تستجيب للمتغيرات والحقائق المستجدة في الصراع مع اسرائيل.

علينا ان نشرع في مراجعة عميقة للخطاب السياسي وذلك باعادة الاعتبار لموقف سابق كانت الدولة تتبناه وهو دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال, وعدم الاكتفاء بالقول ان المفاوضات هي السبيل الوحيد لاحلال السلام, لان هذا الطريق فشل في تحقيق اي شيء منذ انطلاق عملية السلام قبل 17 عاما, وينبغي ترجمة هذا الموقف بعلاقات مباشرة وعلنية مع حركات المقاومة الفلسطينية الى جانب استمرار العلاقات الرسمية مع السلطة الفلسطينية.

ان القضية الجوهرية في الصراع بالنسبة للاردن هي قضية اللاجئين ولا يخفى على احد ان اسرائيل تعول على دور اردني في حل هذه القضية وذلك باستيعاب اللاجئين والقبول بتعويضهم مقابل التنازل عن حق عودتهم. الرد الرسمي الاردني على المشاريع الاسرائيلية يكمن في اطلاق حركة شعبية واسعة ومنظمة لدعم حق العودة. وعقد مؤتمرات ومنتديات برعاية رسمية تؤكد على هذا الحق, وانشاء مؤسسة رسمية تتولى اثارة قضية اللاجئين في كل المحافل باعتبارها قضية اردنية كما هي فلسطينية.

بوسعنا ان نفعل الكثير كي تشعر اسرائيل ان معاهدة وادي عربة لا تكبل ايدينا دفاعا عن مصالحنا الوطنية, وانها مجرد وثيقة لا قيمة لها رغم وجودها, فما دام السلام صعب المنال فان الدفاع عن مصالحنا حق مشروع.

على المدى القصير يتعين وقف الاتصالات بكافة اشكالها مع اسرائيل واعادة احياء خطاب المقاومة في وسائل الاعلام الرسمي باعتباره وسيلة من وسائل تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة المشاريع الرامية الى زعزعة الوحدة الوطنية فما من قضية توحد الاردنيين مثل المواجهة مع العدو الاسرائيلي.العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد