الأهم هو وقف العدوان

mainThumb

30-12-2008 12:00 AM

المفترض ان يلتقي وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة بناءً على الدعوة الأردنية والمفترض ان يتناقشوا في إمكانية عقد قمة عربية طارئة بالإضافة الى إستعراض ما يمكن عمله فعليّاً لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة الذي حسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين من غير المتوقع ان يتوقف مالم يحقق هدفه المعلن الذي هو وضع حدٍّ نهائي لإطلاق الصواريخ التي دأبت على إطلاقها بعض الفصائل الفلسطينية .

سيشهد إجتماع اليوم مزايدات كثيرة وسيطالب بعض الذين سيحضرونه من أجل هذه الغاية بإعلان الحرب على إسرائيل في حين سيطالب آخرون بالمطلب الذي بقي يتردد كلما وقعت واقعة حتى وإن كانت عابرة وصغيرة وليس بحجم ما حدث وما يحدث في غزة وهو إبطال كل إتفاقيات السلام والعودة الى ما قبل كامب ديفيد ووادي عربة وباقي الإتفاقيات التي ضمنت صمت المدافع والهدوء على جبهات أخرى .

نحن في الأردن كل ما يهمنا الآن هو وقف العدوان الإسرائيلي وهو إنجاد أهل غزة بما يحتاجونه في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشونها ولذلك وبعد ان لم يُفد إطلاق التحذير تلو التحذير والطلب من أميركا وأوروبا وكل دول العالم منع إسرائيل من شن عدوانها الغاشم فقد أصبح الهدف الأساسي هو الإسراع في وضع حدٍ لهذا العدوان وهذا كان ولا يزال محور التحركات الأردنية التي جاءت في إطارها الإتصالات التي أجراها جلالة الملك في اليومين الأخيرين مع العديد من رؤساء وقادة الدول الكبرى ومن بينهم الرئيس جورج بوش وبعض أركان إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما الجديدة .

سيقال كلام كثير وكبير في إجتماع وزراء الخارجية الذي من المفترض ان ينعقد اليوم في القاهرة لكن ما يهم الأردن هو ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي بسرعة وهو إنجاد أهل غزة وتزويدهم بكل ما يحتاجونه وهو إغلاق بازار المهاترات التي تسيىء لدماء الشهداء وأرواحهم والحؤول دون تحويل مأساة الشعب الفلسطيني هذه الى مادة للإستخدام الخاطىء في إستقطابات الساحة العربية وتمحوراتها .

عندما يتواصل العدوان على غزة ويستمر ذبح أهلها بكل هذه الوحشية فإنه على الذين سيجتمعون اليوم في القاهرة ان يبحثوا عن وسيلة إيقاف هذا العدوان فالمزايدات خبرها الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من ستين عاماً والإتجار بالقضية الفلسطينية بات معروفاً ومكشوفاً والمثل يقول ان خطوة عملية واحدة أفضل من ألف دزينة من التنظير .. والخطوة العملية المطلوبة من وزراء الخارجية اليوم هي الإتفاق على خطة عمل سريعة لرفع السكاكين عن أعناق الفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع مذبحة همجية وبربرية .. ثم ذلك لكل حادثٍ حديث .

لقد سمعنا خلال الأيام الماضية كلاماً كثيراً وسمعنا زمجرات عن بعد كنا خبرناها على مدى نحو أربعة عقود وأكثر وخبرها الشعب الفلسطيني المناضل عندما حوصر ياسر عرفات في مبنى المقاطعة في رام الله ، وبقي يصرخ : شهيداً .. شهيداً .. شهيداً ومُنع صوته من الوصول الى قمة بيروت عبر الشاشة التلفزيونية ، وعندما حوصرت العاصمة اللبنانية لمدة ثلاثة شهور وبعد ذلك عندما حوصرت طرابلس ولذلك فإن المهم الآن هو وقف هذا العدوان الغاشم وهو إيقاف سفك الدماء الفلسطينية .

إنه لا تجوز المتاجرة بدماء أهل غزة لأغراض وأجندات خاصة و إن من يكبِّر حجره لا يضرب كما يقول المثل .. إن الأمور واضحة كل الوضوح وإن المزايدات لن تضمد جرح طفلة فلسطينية بريئة ولا تعترض طريق الدبابات الإسرائيلية الزاحفة نحو غزة كالوحوش الضارية ولهذا فإن كل المطلوب حالياً من وزراء الخارجية العرب ومن العرب كلهم هو وقف هذا العدوان الوحشي وبسرعة .
الراي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد