العثماني أردوغان

mainThumb

09-01-2009 12:00 AM

من يستطيع أن يمنع المشاعر الصادقة أن تخرج لحظة الحسم.. لحظة القهر ..لحظة الارتكاز إلى الأجداد العظام ..،، لذا ..فالذي يفعله رئيس الوزراء التركي أردوغان ليس من قبيل الدعاية السياسية ..وليس من شروط ميكافيلي للبقاء في الحكم ..،، بل هو شعور حقيقي بحجم إرث ( الخلافة الإسلاميّة ) التي كان أجداده العثمانيون قابضين على جمرها ورافعين لرايتها قروناً خلت ..،،

أردوغان ..الذي صفع الموقف العربي من أول قطرة دم في حرب غزة الجديدة ..وما زال يصفعه بكل صرخة طفلة تخرج من طيّات أعماقها تناشد كبار العرب و حارسي أحلامها أن يبتعدوا عن أحلامها ويوفروا لها المأوى فقط..،، أردوغان الذي خرج شعبه باكياً بمئات الآلاف والغضب يلفّه بكل مسامات وجهه التي كانت تتصدر المشهد المُطالًب بالثأر ..،،

ها هو العثماني الطيب أردوغان ...حينما يحشره السؤال عن موقفه ..يترك كل أفانين السياسة وكذبها ومصالحه المُشتركة مع اللقيطة إسرائيل و يعود إلى أعماق ذاته الحقيقيّة ويقول : أنا أتعاطف بالتأكيد مع غزّة..،، لم يرتبك ..لم ترمش عيناه ..لم يأخذ ثانيتين ليفكّر بما سيجلبه هذا التصريح له من عداوات شخصية ..،، بل نطق باسم محمد الفاتح و سليمان القانوني و سواهما من العًظام الفاتحين ..،،

إن الموقف التركي غير المتوقع : يحشد بداخلنا - نحن العرب - أسئلة كثيرة و مثخنة بالجراح ..كيف تتقدم علينا تركيا بقضيتنا ...؟ كيف نسمح لغيرنا أن يبكي علينا أكثر منّا ..؟ كيف ينسجم الآخرون مع ذواتهم و ينصروننا..ونحن لا ننصر أنفسنا ...؟ كيف يقرؤون تاريخنا المُشترك ونحن ما زلنا نلهو بتهجئة كلمة التاريخ : هل هي ( تاريخ ) أم ( تأريخ ) بالهمزة على ألف ..؟ .

ما أوقحنا ..نعم ما أوقحنا ..ونحن نصفّق للآخرين عندما يأخذون قضيتنا عنّا ونحن فقط نقول لهم : برافو ..ميرسي ..أو ممنونك كتير كتير كتير ..،،

أردوغان أيها العثماني ..أنا لا أشكرك ..بل أشكر الله الذي خلقني في زمن أنت فيه ..،،الدستور




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد