رغم هدير الملايين المجزرة مستمرة

mainThumb

04-01-2009 12:00 AM

يقف العالم عاجزا عن ردع العصابة المارقة في اسرائيل, ملايين البشر نزلوا الى الشوارع في كل بلدان العالم, هتافاتهم تشق عنان السماء, صور الضحايا من الاطفال والابرياء تداهم العرب في بيوتهم على مدار الساعة عبر شاشة الجزيرة. المبعوثون الدوليون من الشرق والغرب يتوافدون الى المنطقة حاملين مبادرات لوقف اطلاق النار, لكن ما من شيء يتغير غير حصيلة الضحايا التي تسجل كل يوم ارقاما جديدة, وهدير الدبابات الاسرائيلية التي تستبيح ارض غزة. المقاومة في القطاع تقف وحدها في وجه اقوى آلة عسكرية في المنطقة تسطر بطولات نشعر امامها بالخجل.

كان يمكن للمأساة ان لا تستمر وكان بوسعنا ان نحقن دماء مئات الضحايا لو ان المهانة لم تتلبس العرب ونظامهم الرسمي على هذا النحو.

للمرة الألف يخذلنا النظام العربي الرسمي بعجزه وتواطئه وخنوعه. كل يوم يخرج مسؤول امريكي للصحافة ليجدد دعم واشنطن المطلق للعدوان لكن النظام العربي على حاله لا يخجل من مواصلة مهنة التسول على عتبات مجلس الامن, لا تكفيهم الصفعة الاولى فيقرر وزراء الخارجية العرب السير الى المهانة بإرادتهم ومعهم محمود عباس وصلتهم الرسالة قبل ان يصلوا لكنهم يصرون على ان يلطمهم المندوب الامريكي امام العالم أجمع.

لا يبحث النظام العربي الرسمي عن حل للازمة في غزة, وانما عن مخرج له من الورطة, يشتري الوقت بالمبادرات التركية والفرنسية والتحرك الدبلوماسي في نيويورك وفي الاثناء ليس ما يمنع من ممارسة دور تمريضي في غزة .. اسرائيل تقتل وتجرح ونحن نداوي الجراح, فالدول صارت تنافس المنظمات الانسانية و»الاونروا« على ادوارها.

نمني النفس بدور اوروبي اقل انحيازا من امريكا يحفظ للحكومات ما تبقى من ماء الوجه امام شعوبها فيرد الاتحاد الاوروبي بصفعة مدوية »ان حرب اسرائيل على غزة دفاعية وليست هجومية«. سقوط اخلاقي مدو لاوروبا الجارة التي نبني معها شراكة المتوسطي.

اتساءل كما يتساءل الكثيرون م?Zن المسؤول عن هذا الانحياز الاوروبي لاسرائيل?, ماذا كانت تفعل الدبلوماسية العربية ووزراء الخارجية يمضون جُل وقتهم في عواصم القارة الاوروبية. اين المصالح المشتركة مع الجيران والمشاريع العملاقة?

يقف النظام العربي الرسمي عاريا عاجزا وذليلا امام الكارثة فيما عداد الدم يسجل ارقام الشهداء والجرحى. لا شيء يوقف المجزرة غير العرب, العالم يتضامن معنا شكرا له, لكن العربدة الصهيونية لا يردعها احد غيرنا. فكفى تسولا في الامم المتحدة, المعركة في غزة وليست في نيويورك!.

العرب اليوم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد