حيوية ساركوزي والسلاحف العربية

mainThumb

06-01-2009 12:00 AM

تتوجه الانتقادات, في الصحافة والفضائيات, الى الاوروبيين على عدم تحركهم لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. لكن امس الاول, وفي اليوم العاشر لهذا العدوان كان الرئيس الفرنسي ساركوزي, الذي ترئس بلاده مجلس الامن خلال هذا الشهر, يقوم بجولة في عواصم المنطقة, يرافقه ممثل الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا, وثلاثة من وزراء الخارجية الاوروبيين.

لقد تابعت جولة ساركوزي في شرم الشيخ ودمشق وبيروت ورام الله وتل أبيب, وما صدر عنه من تصريحات. كان اوضحها تلك التي اعلنها في المؤتمر الصحافي الذي عقد في العاصمة السورية الى جانب الرئيس بشار الاسد.

فلقد تحدث الرئيس الفرنسي عن »خارطة طريق« من اجل وقف هذه الحرب تستند الى نقطتين »الاولى« ضمان أمن اسرائيل بعدم اطلاق الصواريخ عليها و»الثانية« فك الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر.

معادلة الرئيس الفرنسي للحل تقول »بانه ليس معقولا استمرار اطلاق الصواريخ ولا ان يعيش سكان غزة محاصرين« مضيفا »بان الشعب الفلسطيني لا يستطيع ان يعيش سجينا في هذه البُقعة الصغيرة« ويقصد قطاع غزة.

وقال ساركوزي في دمشق ايضا, »بانه نظرا لخطورة الوضع لا استطيع ان ابقى اتفرج على التلفزيون في مكتبي لذلك قررت ان آتي الى الميدان لدفع الجميع للوصول الى قرار سريع لانهاء الحرب, لان هذه الحرب لا يمكن ان تستمر اسابيع, وعلى جميع القادة في المنطقة ان يجدوا السُبل والوسائل لوقف ما يجري«.

هذا التحرك الفرنسي - الاوروبي, في الميدان وعلى اعلى المستويات, يدل على حيوية سياسية غائبة تماما عن الساحة الرسمية العربية,. بل انه مقابل هذه الحيوية تتجذر حركة »السلاحف العربية« في مختلف المستويات وكأنها تعيش في عالم آخر لا حرب فيه ولا مجازر. اي ان ما يعتبره ساركوزي ميدانا, يبدو انه مجرد احداث على شاشات التلفزة عند الجانب العربي.

سواء نجح ساركوزي والوفد الاوروبي المرافق له في وقف النار وفك الحصار وفتح المعابر, أم لا, فان ما يفعله, اكثر تصميما مما فعلته الدبلوماسية العربية مجتمعة حتى الآن.

ولعل الرئيس السوري, الذي كان يقف الى جانب الرئيس الفرنسي قد تأثر بحيوية ساركوزي باشارته الى اهمية الوقت لوقف الحرب على غزة, اذ كشف في اجابته على اسئلة احد الصحافيين عن انه »ليس هناك وقت كثير امام العرب لوقف المجزرة« وانه يجري اتصالات مع امير قطر وعدد من العواصم من اجل قمة عربية عاجلة فان لم تكن شاملة فبمن يحضر.

يجب ان لا نقلل من اهمية قول ساركوزي بان الحل يجب ان يكون سريعا لوقف الحرب, مقابل الاستغراب والاستهجان من الموقف الرسمي العربي الذي يبدو انه غير مستعجل حيث نسمع نغمة استمرار الحرب على غزة لفترة طويلة ولذلك تُعتمد سياسة السلاحف, بينما سخونة شلال الدماء الفلسطينية تستدعي الحيوية السياسية العربية وكان على العرب ان يعقدوا قمتين على الاقل في الايام العشرة من بداية المجزرة, بدل القول بأن الحرب طويلة لتبرير عدم الحركة.العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد