جمهور "الرابية" .. الشارع الاردني من دون اكسسوارات

mainThumb

09-01-2009 12:00 AM

شباب ونساء واطفال يحتشدون عند الخيمة بلا دعوة من حزب او نقابة

يستطيع المراقب للمسيرات والاعتصامات التي تجرى للتنديد بالعدوان الاسرائيلي على غزة ان يحدد طبيعة المشاركين فيها بناء على هوية الجهة المنظمة فعشرات الالاف الذين احتشدوا بالامس للمشاركة في »مهرجان الغضب واستسقاء النصر« كانوا في غالبيتهم الساحقة من مناصري الحركة الاسلامية وكما جرى في استاد عمان الدولي الجمعة الماضي يتولى قادة الحركة القاء الخطب في الجموع المحتشدة وبوسع المراقب ان يتعرف على الهوية اليسارية والقومية للتجمعات التي نشهدها امام سفارة فنزويلا لتحية رئيسها هوغو تشافيز على قراره بطرد السفير الاسرائيلي او تلك التي تجرى عند مقرات الأمم المتحدة ووكالاتها في الاردن.

الوضع مختلف في »الرابية« حيث مقر السفارة الاسرائيلية فالمئات واحيانا الالاف الذين يتجمعون عند خيمة اللاعتصام المنصوبة منذ بدء العدوان على غزة لا ينتمون الى تيار سياسي يحضرون الى الموقع بدافع ذاتي لا بقرارات حزبية او تلبية لدعوة من طرف سياسي.

لا توجد جهة منظمة في الموقع هناك العشرات من المتطوعين الذين يتبدلون باستمرار, واستجابة لاعلان الجمعة تعبيرا عن الغضب العربي والاسلامي ضد العدوان احتشد الالاف في حضور غير مسبوق وعفوي عند خيمة الاعتصام. جمهور عريض يضم شبابا ونساء واطفالا لا يبدو من هتافاتهم وشعاراتهم انهم ينتمون لأي تيار حزبي, وباستثناء الاعلام الاردنية والفلسطينية يندر وجود رايات اخرى في الاعتصام, وخلافا لحالة التجمعات المماثلة لا تجد عند خيمة الرابية خطباء يعتلون المنصة يلقون الخطب الحماسية فالجمهور قرب »السفارة« يكتفي بترديد الهتافات طوال الوقت وكلها موجهة ضد العدو الصهيوني وتطالب بطرد السفير من عمان وفي بعض الاحيان ترتفع شعارات ناقدة لمواقف بعض الاطراف العربية, لكن وعلى مدار ساعتين لم اسمع بالأمس هتافا واحدا ضد الموقف الرسمي الاردني او شعارا ينطوي على اساءة للوحدة الوطنية لا بل ان المشاركين رددوا اكثر من مرة عبارات التأييد للسياسة الاردنية تجاه العدوان.

قوات الأمن المتواجدة على خطوط التماس مع المعتصمين تعاملت بمرونة عالية ورغم الصدامات التي حصلت بعد ساعات على الاعتصام الا ان المشاركين عادوا للتجمع أمام خيمة الاعتصام وبدا واضحا ايضا ان المعتصمين لا يسعون للتصعيد مع قوات الأمن.

لكن الاعتداء الذي تعرض له الزميل ياسر ابو هلالة مدير مكتب الجزيرة واحد زملائه شكل صدمة للجميع واساءة بالغة لصورة الاردن.

يمكن القول ان الاعتصام المستمر منذ أيام في الرابية يعكس المزاج العام لشرائح اجتماعية واسعة غير حزبية او منظمة وجدت في الخيمة مكانا محايداً للتعبير عن مشاعرها الحقيقية بعيداً عن المظلات الحزبية,كما وجدت في ضاحية الرابية الهدف الذي ينبغي توجيه الغضب نحوه.

لهذه الاعتبارات كلها فان الاعتصام المفتوح في الرابية يعد من وجهة نظري المكان المناسب لاختبار الشارع الاردني وتوجهاته ويتعين على الجهات الرسمية وهي تستعد لمرحلة ما بعد غزة ان ترصد الحالة الشعبية هناك وتضع في حساباتها المزاج العام لما بعد خيمة الرابية حيث يتشكل وعي جيل جديد من الاردنيين وسط هذه العاصفة التي تضرب المنطقة.0العرب اليوم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد