قمةٌ .. وقمة أُخرى!

mainThumb

13-01-2009 12:00 AM

إنه مجرد تساؤل هناك اعتقاد يصل حدود الجزم بأن الشارع العربي الحائر والمرتبك والمحبط والحزين يطرحه الآن على نفسه وعلى الآخرين الذين يعنيهم الأمر: لماذا هناك دعوة لقمتين عربيتين الأولى قمة الكويت التي جرت الدعوة إليها وجرت كل التحضيرات لها منذ فترة سابقة بعيدة وقمة الدوحة الطارئة التي يُراد لها ان تُعقد يوم الجمعة المقبل أي قبل يومين فقط من قمة الكويت الآنفة الذكر هذه...؟!.

ربما يقال إن قمة الكويت هي قمة اقتصادية وأن جدول أعمالها جدول اقتصادي وأن الدعوة إليها تمت على هذا الأساس وأن التحضيرات لها سبقت هذه الحرب العدوانية على غزة وعلى أهل غزة وعلى الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ولذلك فإن الضرورة اقتضت ان تكون هناك دعوة لقمة سياسية طارئة.

لكن ربما يقال أيضاً أنه بدل الدعوة لقمة طارئة، لا يكفي يومان للتحضير لها وإقناع كل الدول العربية بها وقد يؤدي انعقادها بدون إجماع عربي إلى المزيد من الفرقة والتمزق والخلاف، بالإمكان تحويل قمة الكويت التي تم الاتفاق على عقدها يوم الاثنين المقبل إلى قمة سياسية وتحت عنوان قمة غزة والمثل يقول إن عصفوراً في اليد خيرٌ من عشرة عصافير فوق الشجرة وأنه ما دام ان هذه القمة أي قمة الكويت مضمونة وأنها ستكون سالكة وآمنة فإنه من الأسلم والأفضل ان يتم التركيز عليها والسعي لالتقاء كل الزعماء والقادة العرب في إطارها لتكون قمة وفاق واتفاق.

هناك معلومات، وهي معلومات مؤكدة، تقول إن معظم الدول العربية، إن ليس كلها، قد فوجئت بدعوة الشقيقة قطر، التي لاشك في ان الدافع إليها هو الغيرة والحرص والنوايا الحسنة، وأن بعضها تمنى على الأشقاء القطريين ان يعيدوا النظر بدعوتهم هذه تحاشياً لإغضاب الأشقاء الكويتيين وتحاشيّاً أيضاً لإظهار العرب أمام غزة الشهيدة وأمام الأعداء والأصدقاء على أنهم منقسمون، والعياذ بالله، وأن دماء الشعب الفلسطيني الزكية الراعفة لم توحد لا صفوفهم ولا مواقفهم وأهدافهم.

قبل هذ الدعوة كان الأشقاء القطريون قد دعوا إلى اجتماع عاجل لوزراء خارجية دول الجامعة العربية لمراجعة قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 1860 وإعادة تقييمه واتخاذ موقف منه في ضوء رفض إسرائيل له وعدم التزامها به وقد جاءت الاستجابة إيجابية وفورية والاتفاق على ان يكون الموعد يوم الجمعة المقبل وأن يكون المكان الكويت وعلى ان تتحول القمة الاقتصادية باهتمامها الرئيسي إلى قمة سياسية تحمل اسم قمة غزة وتكون مناسبة لتوحيد الموقف العربي للتعاطي بوجهة نظر واحدة مع مستجدات القضية الفلسطينية.

إنه لا بد من تقدير حرص الأشقاء القطريين وغيرتهم على القضية الفلسطينية لكن وفي الوقت ذاته ومن أجل قطر ومواقف قطر لابد من ضمان ان تكون الاستجابة لدعوتهم بموافقة كل الدول العربية وألا تُعقد قمة الدوحة هذه التي تمت الدعوة إليها بمن حضر وبخاصة وأن القمة الدورية العادية من المفترض ان تنعقد في العاصمة القطرية بعد نحو شهرين.

إن الوضع العربي يعاني الآن ولأسباب كثيرة لا مجال للحديث عنها من قلة الانسجام بل ومن خلافٍ مستفحل بعضه موضوعي وبعضه غير موضوعي ولهذا فإنه من الأفضل ان تكون هناك قمة واحدة هي قمة الكويت التي جرى التحضير لها منذ فترة سابقة بعيدة والتي بالإمكان تحويلها من قمة اقتصادية إلى قمة سياسية تحمل اسم قمة غزة.. أغلب الظن ان هذا أفضل لفلسطين ولأهل فلسطين وأفضل أيضاً لـ الدوحة العزيزة التي من المقرر ان تستقبل قمة عادية في فترة قريبة نسأل الله ان تكون قمة ناجحة وموحِّدْة وغير مُفرِّقة.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد