حكمة وعقلانية!!

mainThumb

11-01-2009 12:00 AM


خيراً فعل حزب الله عندما إلتزم بقرار مجلس الأمن رقم 1710 وردّ?Z، على الذين طالبوه بالتدخل وإنجاد غزة بفتح جبهة في الجنوب اللبناني، بالقول على لسان النائب محمد رعد الذي هو أحد كبار قادته : إننا جاهزون من أجل الإنتصار لكل قضية حق ومستعدون لمواجهة أي حماقة.. لكننا نملك من الحكمة والرصانة والقوة ما يدفعنا لهدوء الأعصاب كي لا نستدرج الى مالا نرتضيه ومالا نقره بأنفسنا ولن نسمح ان نُستهدف تحت أي ذريعة من الذرائع.. سنقف الى جانب أبناء غزة وسنواجه العدوان لإسرائيلي إذا ما فكر بأي حماقة أو عدوان على لبنان .

وحقيقة ان لبنان بحاجة الى مثل هذه الحكمة ومثل هذه العقلانية ولذلك فإن كل أحزابه وكل قواه وكل مكوناته الإجتماعية وفي مقدمتها حزب الله قد تبرأت من صواريخ الكاتيوشا التي أُطلقت قبل أيام من الجنوب اللبناني نحو مدينة نهاريا في إسرائيل وإعتبرتها محاولة لتوريط لبنان وإستدراج ردٍّ إسرائيلي لإستكمال مالم يدمّ?Zر في حرب تموز يوليو عام 2006.

إنه غير مطلوب من لبنان ان يفتح جبهة قتال مع إسرائيل من خلال مناطقه الجنوبية فهو قد دفع خلال أكثر من ثلاثين عاماً ما عليه وأكثر وهو كان قد تكبد في حرب 2006 خسائر فادحة على صعيد بنيته التحتية لم يجر تعويضها وهو خلال هذه السنوات الطويلة من الصراع العربي ؟ الإسرائيلي قد قدم عشرات الألوف من الشهداء وتعرض لما لم تتعرض إليه أي دولة عربية عندما إجتاحت الجيوش الإسرائيلية عاصمته الجميلة في العام 1982.

لنتصور ماذا كان سيحل بلبنان لو ان حزب الله لم يلذ بالحكمة ويغلب العقلانية على طيش المتهورين والمزايدين وفتح جبهة عسكرية مع إسرائيل من خلال الجنوب : أولاً : سينهار السلم الإجتماعي الداخلي الهش وستعود الحرب الأهلية الى أسوأ مما كانت عليه في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وسينهار لبنان كدولة وهذا ما تريده إسرائيل وكل الذين يخططون ويسعون لإغراق هذه المنطقة كلها بالفوضى والتشرذم.

ثانياً، سيكون الرد الإسرائيلي العسكري مدمرّاً وعنيفاً وسيطال كل مقومات البنية التحتية وسيحول لبنان الى غزة ثانية ومن غير المستبعد ان تعود إسرائيل الى إحتلال إجزاء من جنوبه إذا إنسحبت القوات الدولية المرابطة في الشريط العازل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

ثالثاً، سيغطي ما سيتعرض له لبنان على مجزرة غزة وسينشغل العالم بالأوضاع المستجدة وستتعقد القضية الفلسطينية أكثر مما هي معقدة وسيتحول الإهتمام حتى على صعيد مجلس الأمن والأمم المتحدة الى هذا القرار الدولي الآنف الذكر 1701 والى سلاح حزب الله والى كل القضايا التي لاتزال عالقة بالنسبة للقضية اللبنانية التي لم ترسُ على بر الأمان بعد.

إنها حكمة وأنها عقلانية وهذا موقف راشد أكمله المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي عندما أصدر فتوى قاطعة منع بموجبها أي تطوع للقيام بأي عمليات إنتحارية ضد إسرائيل هذا مع العلم ان هناك فيلقاً عسكريّاً إيرانياً إسمه فيلق القدس وأن الرئيس محمود أحمد نجّ?Zاد لم يتوقف عن التحريض على مصر ولم يتوقف عن إطلاق الشعارات المقاتلة التي هدفها الحقيقي إحراج دولٍ عربية مقصودة ومستهدفة وتعميم الفوضى غير الخلاقة في هذه المنطقة كلها.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد