صحيفة السوسنة الأردنية

وسائل الحرب الحديثة تعتمد اسلوب اغتيال مجلس الشيوخ ليوليوس قيصر قبل الميلاد ، حيث شارك الجميع في قتلة فتوزع دمه عليهم جميعا ، حتى على صديقه بروتوس أبو شبرية. قائد طائرة الاف 16 يتلقى ارشاداته من طواقم متعددة بالتأكيد تزيد عن العشرة اشخاص ، يزودونه باحداثيات الأهداف ويرشدونه اليها ويقدمون له التقارير المتنوعة.. اما القائد فما عليه سوى الكبس على زر لكأنه يلعب الأتاري ، بكل براءة. * في الدبابة هناك طاقم من اربعة ، وفي الأباتشي اثنان.. لكن هؤلاء يتشاركون مع العشرات في اقتراف الجريمة ، فيتوزع الدم الفلسطيني بين الأفراد ، فلا يشعر اي واحد منهم بأنه مسؤول عن قتل الأطفال والنساء ، هذا اذا افترضنا بأنهم يأبهون ان لم يكونوا مستمتعين يرقصون فرحا ولذة على مرأى الأجساد المقطعة والأمهات الباكيات. * كذلك يشعرالمسؤولون العرب ، فيتوزع تقصيرهم على العشرات وربما المئات والالاف ، فلا يحسون بأدنى مسؤولية حول ما يجري هناك بتواطؤ منهم. وهذا ينطبق على رئيس الجامعة العربية حتى أصغر مسؤول فيها ، ومعظم الحكومات العربية من الوزير حتى الخفير.. الجميع بريء براءة الذئب من دم يوسف. * وكذلك نشعر نحن الجماهير ، إذ نشعر بأن الحق (عليهم) نقصد المسؤولين العرب الذين يغلقون الحدود في وجوهنا ، وإلا لفدينا غزة بالروح والدم والغالي والنفيس.. ونعود الى بيوتنا ملتهبي الحناجر ونحن حبالى بالرضا عن انفسنا لأننا شاركنا في مسيرة او اعتصام او اشعال شموع او سكب دموع. * بدون جق حكي.. جميعنا شركاء في الجريمة.. ودماء اطفال غزة علينا جميعا وعلى ابنائنا وأحفادنا.. الى الأبد،، الدستور