تزايد الضغوط على حزب الله والمزيد من الانكفاء

mainThumb

16-05-2016 10:41 AM

المتتبع لأخبار حزب الله اللبناني الذي انتهج سياسة طائفية رعناء بغيضة، وممارسات إرهابية نتج عنها تضييق الخناق عليه، يلحظ تزايد الضغوط التي يتعرض لها هذه الأيام على أكثر من صعيد، بما في ذلك الجوانب السياسية، والعسكرية، والمالية لأسباب عديدة أهمها إلى جانب انسلاخه من النسيج العربي كونه يعتبر لبنانيا في منشأه وتكوينه وعناصره،انصياعه للسياسة الإيرانية وقبوله ليكون ذراعها  وأداة لها في المنطقة العربية تسعى من خلالها إلى تنفيذ سياساتها وفرض هيمنتها وأجندتها في أكثر من دول عربية والسيطرة على مقدراتها واللعب على وتر الطائفية فيها.

فقد أعلنت الدول العربية "حزب الله" منظمة إرهابية نتيجة سياساته الطائفية البغيضة التي تسعى إلى نشر الحقد والكراهية بين أبناء الجنس الواحد، والتمكين للأقليات الشيعية في المنطقة، هذا بالإضافة إلى محاولاته البائسة في التدخل في الشئون الداخلية في أكثر من دولة عربية، وإثارة القلاقل فيها، كما في العراقوسوريا واليمن، ومحاولات سابقة أخرى له في البحرين والكويت وغيرها.

وما تتناقله الأخبار الواردة من الحرب الدائرة في سوريا التي يعد الحزب فيها حليفا رئيسا للنظام،تزايد خسائره والخسائر التي تمنى بها مرجعيته السياسية والعسكرية، الدولة الإيرانية هناك، وكان آخرها مقتل مصطفى بدر الدين القيادي العسكري البارز في الحزب الذي قيل أنه أخذ مكان عماد مغنية الذي قتل هو أيضا في سوريا نتيجة عبوة ناسفة زرعت في سيارته، علاوة على الخسائر اليومية للحزب المتمثلة في مقتل العشرات من أفراده على يد قوات المعارضة السورية، وهو ما قد يكون عاملا في تأليب الشارع اللبناني ضد الحزب من قبل العائلات الثكلى بمقتل أبنائها هناك، مما يدفعباتجاه المطلب العربي المتمثل بضرورة انسحابه من سوريا والانكفاء إلى حيث وجوده في لبنان، وإخضاعه لسلطته الحكومية.

مما يلاحظ كذلك العقوبات المالية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على الحزب مؤخرا، وفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل معه، وهو ما حدا بمصرف لبنان إلى توجيه إشعارات إلى المصارف اللبنانية بالتقيد بالعقوبات الأمريكية حتى لا تغدو بدورها عرضة للعقوبات إن لم تتقيد بمضمون العقوبات الأمريكية التي شملت حوالي خمسة وتسعين فردا من المنتمين للحزب، وهو ما اعتبر من جانب الحزب تجاوزا للخطوط الحمر من قبل الدولة اللبنانية، فماذا عساه يفعل؟

رد فعل الحزب هذا لا يعدو أن يكون أكثر من بالون اختبار لجدية الدولة اللبنانية في التعامل مع العقوبات الأمريكية بحق الحزب، إذ أن مواجهة مثل هذه الإشعارات ستضعه في دائرة الشك باستكمال السيطرة على السلطات والصلاحيات المنوطة بالحكومة اللبنانية، وفرض سياسته عليها بالقوة، ووضع يده على مؤسساتها كاملة، متجاوزا كونه العنصر المعطل فيها، كما في الاستحقاق الرئاسي فيها، وهو أمر ينطوي على الكثير من الخطورة، ما قد يضع الحزب في موضع المواجهةالمتجددة مع القوى المحلية اللبنانية والمجتمع الدولي برمته كذلك، علاوة على أن الاقتصاد اللبناني لن يستطيع تحمل أعباء وعواقب أية عقوبات قد تفرض عليه نتيجة عدم التقيد بالعقوبات الأمريكية التي فرضت على الحزب، وهو ما يعني مزيدا من التدهور في الاقتصاد المتدهورة حالته أصلا.

خلاصة القول أن أجنحة الحزب، يجري قصقصتها بالتدريج، وإن لم يُعد قادته النظر في توجهاتهم الفكرية السياسية والعسكرية، ومحاولاتهم في التطاولات على سيادة أكثر من دولة عربية بما في ذلك الدولة اللبنانية نفسها، ووقوفهم ضد خيار الشعب السوري في معركته مع النظام وحلفائهمن الإيرانيين، فإن المستقبل ربما يشهد مزيدا من التصعيد مع الحزب عربيا ودوليا، مما يترتب عليه مزيد من الخسائر في صفوفه والانكفاء في قدراته، وانحسارها لاسيما مع تواتر في الأخبار عن خلافات في سوريا بين البعض من قياداته والقيادات الإيرانية هناك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد